﴿وَمَنْ عَادَ﴾ إلى تحليل الربا بعد التحريم فأخذه، أو إلى القول: بأن البيع مثل الربا ﴿فَأُولَئِكَ﴾ العائدون إلى الربا ﴿أَصْحَابُ النَّارِ﴾؛ أي: ملازموها ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾؛ أي: ماكثون فيها أبدًا؛ لأنهم باستحلاله صاروا كافرين؛ لأن من أحل ما حرم الله تعالى فهو كافر؛ فلذا استحق الخلود فيها، فقوله: ﴿أولئك﴾ راجع لـ ﴿مَنْ﴾ باعتبار معناها.
٢٧٦ - ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا﴾؛ أي: يذهب بركته وإن كان كثيرًا، ويهلك المال الذي دخل فيه في الدنيا. وقيل: يمحق بركته في الآخرة. قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن الله تعالى لا يقبل منه صدقة، ولا جهادًا، ولا حجًّا، ولا صلة رحم. ﴿وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾؛ أي: يزيدها ويثمرها، ويبارك في المال الذي أخرجت منه في الدنيا، ويضاعف أجرها في الآخرة.
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما تصدق أحد بصدقة من كَسْب طيِّب - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت ثمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله". وهذا لفظ مسلم. ولفظ البخاري: "من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيِّب، ولا يصعد إلى الله - وفي رواية: ولا يقبل الله - إلا الطيِّب - فإن الله يقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل".
﴿وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ﴾؛ أي: لا يرضى ولا يحب محبته للتوابين؛ يعني: يعاقبه ﴿كُلَّ كَفَّارٍ﴾؛ أي: جاحد بتحريم الربا، أو كل مصر على كفره مقيم عليه مستحل لأكل الربا. ﴿أَثِيمٍ﴾؛ أي: فاجر بأخذه مع اعتقاده التحريم.
فوائد تتعلق في تحريم الربا
الأولى: ذكروا في سبب تحريم الربا وجوهًا:
أحدها: أن الربا يقتضي أخذ مال الغير بغير عوض؛ لأن من باع درهمًا