"البحر". ﴿وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ﴾؛ أي: وليخشَ المدين ربه في أداء الدين عند حلول الأجل من غير مماطلة ولا إنكار، بل يعامل الدائن معاملة حسنةً، كما أحسن هو ظنه فيه ﴿وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ﴾ عند الحكم إذا دعيتم إلى أدائها بإنكار العلم بتلك الواقعة، أو بالامتناع من أدائها عند الحاجة إلى إقامتها، وفي "الجمل": الخطاب للشهود والمديونين، وشهادة المديونين على أنفسهم: إقرارهم واعترافهم بالدين. وقرأ السلمي شذوذًا: ﴿ولا يكتموا﴾ بالياء على الغيبة. ﴿وَمَنْ يَكْتُمْهَا﴾؛ أي: الشهادة ﴿فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾؛ أي: فاجر قلبه؛ لأن كتم الشهادة من معارض القلب؛ لأن الشهادة علم قام بالقلب، فلذلك علق الإثم به، وهو من التعبير بالبعض عن الكل؛ كما قال - ﷺ -: "ألا إن في الجسد مضغةً إذا صلحتْ صلح الجسد كله، وإذا فسدتْ فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب".
﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ من كتمان الشهادة وإقامتها، ومن الخيانة في الأمانة وعدمها ﴿عَلِيمٌ﴾ فيجازيكم على ذلك إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر. وقرأ السلمي شذوذًا: ﴿بما يعملون﴾ بالياء جريًا على قراءته الشاذة: ﴿ولا يكتموا﴾ بالياء على الغيبة.
الإعراب
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ﴾.
﴿يَا﴾: حرف نداء، أيُّ: منادى نكرة مقصودة ها: حرف تنبيه زائد. ﴿الَّذِينَ﴾: اسم موصول في محل الرفع صفة لـ ﴿أيُّ﴾، وجملة النداء مستأنفة. ﴿آمَنُوا﴾: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول. ﴿إِذَا﴾: ظرف لما يستقبل من الزمان، والظرف متعلق بالجواب الآتي. ﴿تَدَايَنْتُمْ﴾: فعل وفاعل، والجملة في محل الخفض بإضافة ﴿إِذَا﴾ إليها على كونها فعل شرط لها: ﴿بِدَيْنٍ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿تَدَايَنْتُمْ﴾ ﴿إِلَى أَجَلٍ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿تَدَايَنْتُمْ﴾، أو متعلق بمحذوف صفة لـ ﴿دين﴾ تقديره: مؤجل إلى أجل. ﴿مُسَمًّى﴾: صفة لـ ﴿أَجَلٍ﴾. ﴿فَاكْتُبُوهُ﴾ الفاء رابطة لجواب ﴿إِذَا﴾ وجوبًا ﴿اكتبوه﴾: فعل وفاعل ومفعول، والجملة جواب ﴿إِذَا﴾ لا محل لها من الإعراب، وجملة ﴿إِذَا﴾ جواب


الصفحة التالية
Icon