متعلق بأنفقوا. ﴿رَزَقْنَاكُمْ﴾ فعل وفاعل ومفعول، والجملة صلة لـ ﴿ما﴾، أو صفةٌ لها، والعائد أو الرابط محذوفٌ؛ تقديره: رزقناكموه. ﴿مِنْ قَبْلِ﴾ جار ومجرور متعلق أيضًا بأنفقوا، وجاز تعلُّق حرفين بلفظٍ واحدٍ بفعلٍ واحدٍ لاختلافهما معنىً؛ فإِنَّ الأُولى: للتبعيض، والثانية: لابتداء الغاية. ﴿أَن﴾ حرف نصب ومصدر. ﴿يَأْتِيَ يَوْمٌ﴾ فعل وفاعل، منصوب بأن، والجملة في تأويل مصدر مجرور بالإضافة؛ تقديره: مِنْ قبل إِتْيَانِ يومٍ. ﴿لَا بَيْعٌ فِيهِ﴾ ﴿لا﴾: نافية تعمل عمل ليس. ﴿بَيْعٌ﴾: اسمها. ﴿فِيهِ﴾: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ﴿لا﴾؛ تقديره: لا بيع موجودًا فيه، وجملة ﴿لا﴾ من اسمها وخبرها في محل الرفع صفة ليوم تقديره: من قبل أن يأتي يوم موصوفٌ بعدم البيع فيه، وكذلك جملة قوله: ولا خلةٌ فيه، ولا شفاعةٌ فيه، في محل الرفع معطوفة على جملة قوله: ﴿لَا بَيْعٌ فِيهِ﴾ على كونها صفة ليوم تقديره: موصوف بعدم الخلة وبعدم الشفاعة فيه. ﴿وَالْكَافِرُونَ﴾: مبتدأ. ﴿هُمُ﴾: ضمير فَصْلٍ، ﴿الظَّالِمُونَ﴾ خبره والجملة مستأنفةٌ.
التصريف ومفردات اللغة
﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا﴾ التضعيف فيه للتعدية. ﴿دَرَجَاتٍ﴾: جمع درجةٍ، وهي: المنزلة الرفيعة. ﴿الْبَيِّنَاتِ﴾: جمع بَيِّنَة؛ وهي: المعجزة والحُجَّة. ﴿وَأَيَّدْنَاهُ﴾: هو مِنَ التأييد بمعنى التَقْوِيَةُ، يُقال: أَيَّد الحقَّ - من باب فَعَّل المضعَّف - يؤيده تأييدًا إذا نَصَره وأظهره. ﴿لَا بَيْعٌ فِيهِ﴾ البيع معروف: وهو مقابلة مال بمال على وجه التمليك، والفعل منه: باع يبيع، وهو من الأجوف اليائي. ومَنْ قال: أَباعَ في معنى باع.. فقد أَخْطَأَ؛ لأنه لم يُسْمَع منهم.
﴿وَلَا خُلَّةٌ﴾: الخُلَّة: الصداقة والمودة، سُمِّيتْ بذلك لأنها تتخلل الأعضاء؛ أي: تدخل خِلالَها ومنه الخليل. قال الشاعر:
وَكَانَ لَهَا في سَالِفِ الدَّهْرِ خُلَّةٌ | يُسَارِقُ بِالطَّرْفِ الخِبَاءَ المُسَتَّرَا |