الثاني: أن يكون معطوفًا على ﴿كُن﴾ من حيث المعنى، وهو قول الفارسي، وقرأ ابن عامر بالنصب هنا، وفي البقرة. انتهى.
﴿وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٤٨)﴾.
﴿وَيُعَلِّمُهُ﴾ الواو عاطفة ﴿يعلمه﴾: فعل مضارع ومفعول أول ﴿الْكِتَابَ﴾: مفعول ثانٍ، وفاعله ضمير يعود على ﴿اللَّهُ﴾، والجملة في محل النصب معطوفة على ﴿وَجِيهًا﴾ على كونها حالًا من ﴿كلمة﴾ على قراءة الياء، وأما على قراءة النون، فالجملة مستأنفة. وقال أبو البقاء (١): ﴿ونعلمه﴾ يقرأ بالنون حملًا على قوله: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ﴾ ويقرأ بالياء حملًا على ﴿يُبَشِّرُكِ﴾، وموضعه حال معطوفة على ﴿وَجِيهًا﴾ انتهى. ﴿وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾: معطوفات على ﴿الْكِتَابَ﴾.
﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾.
﴿وَرَسُولًا﴾: حال معطوف على ﴿وَجِيهًا﴾. ﴿إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ ﴿رسولًا﴾؛ لأنه بمعنى مرسلًا. ﴿أَنِّي﴾: أن: حرف نصب ومصدر، والياء اسمها ﴿قَدْ﴾: حرف تحقيق ﴿جِئْتُكُمْ﴾: فعل وفاعل ومفعول ﴿بِآيَةٍ﴾: متعلق به، أو في موضع الحال؛ أي: محتجًّا بآية، ﴿مِنْ رَبِّكُمْ﴾: متعلق بمحذوف صفة لآية، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر (أن)، وجملة ﴿أَن﴾ في تأويل مصدر مجرور بباء الملابسة المقدرة، المتعلقة بمحذوف حال من رسول المقدر تقديره: فلما جاءهم.. قال: إني رسول الله إليكم حالة كوني ملتبسًا بمجيئي إياكم بآية من ربكم، وعلى قراءة الكسر: تكون مقولًا لقول محذوف تقديره: فلما جاءهم.. قال لهم: إني قد جئتكم بآية من ربكم، كما مرت الإشارة إلى ذلك كله في مقام التفسير وأوجه القراءة.
﴿أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ﴾.