وهذا (١) الفعل من جملة الأفعال التي جاءت على صورة المبني للمفعول، والمعنى فيها على البناء للفاعل؛ فلذلك فسَّروه بدَهِش وتَحيَّر. فـ ﴿الَّذِي كَفَرَ﴾: فاعل، لا نائب فاعل، والجملة معطوفة على جملة ﴿قَالَ إِبْرَاهِيمُ﴾. ﴿كَفَرَ﴾: فعلٌ ماضٍ، وفاعله ضمير يعود على الموصول والجملة صلة له.
﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.
﴿وَاللَّهُ﴾: الواو استئنافية ﴿الله﴾: مبتدأ. ﴿لَا﴾: نافية. ﴿يَهْدِي﴾: فعل مضارع، وفاعله: ضمير يعود على الله. ﴿الْقَوْمَ﴾: مفعول به. ﴿الظَّالِمِينَ﴾: صفة له، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر المبتدأ، والجملة الإسمية مستأنفة.
﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾.
﴿أَوْ﴾: حرف عطف وتفصيل وتخيير في التعجب، ﴿الكاف﴾: زائدة، ﴿الذي﴾: في محل الجر معطوف على الموصول في قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ﴾، والتقدير: ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم، أو الذي مرَّ على قرية، وإنْ شئت قلت: الكاف حرف جر معنًى، ﴿إِلَى الَّذِي﴾: في محل الجر بالكاف، والجار والمجرور معطوف على الجار والمجرور في قوله: ﴿إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ﴾؛ لأن حروف الجر بعضها يتقارض عن بعض، كما هو كثير في كلامهم، كما أشرنا إلى هذا الوجه الأخير في محل التفسير ﴿وَهِيَ خَاوِيَةٌ﴾ ﴿الواو﴾: حالية. ﴿هي﴾: مبتدأ. ﴿خَاوِيَةٌ﴾: خبره، والجملة (٢) في محل النصب حال من الفاعل الذي في ﴿مَرَّ﴾، أو من ﴿قَرْيَةٍ﴾، ولكن مجيءَ الحال من النكرة إذا تأخَّرَتْ قليل، وقيل: الجملة في محل الجر صفة لـ ﴿قَرْيَةٍ﴾، ويُبعِد هذا القولَ الواوُ.
﴿قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾.
(٢) البحر المحيط.