أمر، وفاعله ضمير يعود على إبراهيم، والجملة في محل النصب، معطوفة على جملة قوله: ﴿فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ﴾ على كونها مقولًا لـ ﴿قَالَ﴾. ﴿أَنَّ﴾: حرف فصب ومصدر ﴿اللَّهَ﴾: اسمها ﴿عَزِيزٌ﴾: خبر أول لها. ﴿حَكِيمٌ﴾: خبر ثانٍ، وجملة ﴿أَنَّ﴾ في تأويل مصدرٍ سَادٍّ مسَدَّ مفعولَي ﴿اعلم﴾ تقديره: واعلم كون الله عزيزًا حكيمًا.
التصريف ومفردات اللغة
﴿حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ﴾: يقال حاجَّةُ محاجة إذا خاصمه وجادله. من باب: فَاعَل. والمحاجة: الغالبة من الجانبين. ومعنى: ﴿حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ﴾؛ أي: عارض حجته بمثلها، أو أتى على الحجة بما يبطلها، أو أظهر المغالبة في الحجة، ثلاثة أقوال.
﴿فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ﴾: على صورة المبني للمفعول، ومعناه على البناء للفاعل؛ كما سبق. وفي "القاموس": والبهت: الانقطاع والحيرة. وفعلُهما كعَلِم ونَصَر وكَرُم وزَهَي. وهو مبهوت، لا باهت ولا باهيت. اهـ. ﴿كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ﴾: وأصل القرية من قريت الماء إذا جمعته، فالقرية مجتمع الناس ﴿وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾ وفي "المصباح": خوت الدار تخوى من باب: ضَرَب خَوْيًا إذا خلت من أهلها، أو سقطت. وخواء أيضًا: بالفتح والمد. وخويت خوىً من باب: تعب لغة اهـ. والعُروشُ: جمعُ عرش: وهو سقف البيت، وكذلك كل ما هيء ليُستظل به. وقيل: هو البنيان نفسه.
﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾ واشتقاقه من: السَّنَه، والهاء أصلية إِن قدِّرت لامَ السَّنَه هاءً؛ لقولهم في التصغير: سُنَيْهة، وفي الجمع: سَنَهات. وقالوا: سانهتُ وأسنهت عند بني فلان، وهي لغة الحجاز. وهاء السكت إن قُدرت لام الكلمة محذوفة للجازم، وهي ألف منقلبة عن واو عندما يُجعل لام السنه المحذوف واوًا؛ لقولهم: سنيته وسنوات، واشتق من الفعل فقيل: سانيت وأسنى وأسنتْ. أبدل من الواو تاء، وقيل أصله لم يتسنن؛ أي: لم يتغير من الحمأ المسنون، فأبدلت النون الثالثة ألفًا فرارًا من كراهة اجتماع الأمثال؛ كما قالوا: تَظَنَّى أصله: تظنن.


الصفحة التالية
Icon