﴿عَلَى كُلِّ جَبَلٍ﴾: والجبل معروف، ويجمع في القلة على: أجبال وأجبُل، وفي الكثرة على: جبال والجزء القطعة من الشيء، يقال: جزأ الشيء إذا جعله قِطعًا.
البلاغة
﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ﴾: الهمزة فيه للاستفهام التعجبي التَّقْرِيْري.
﴿يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾: التعبير بالمضارع يفيد التجدد، والاستمرار، وفي الجملة دلالةً على الاختصاص والقصر؛ لأنهم قد ذكروا أن الخبر إذا كان بمثل هذا.. دلَّ على الاختصاص. فتقول: زيد الذي يصنع كذا؛ أي: المختص بالصنع، وهنا المبتدأ والخبر كانا معرفتين، والمعنى: أنه سبحانه وحده هو الذي يحيي ويميت.
وبين كلمتي يحيي ويميت من المحسِّنات البديعية: الطباق، وكذلك بين لفظي المشرق والمغرب.
﴿فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ﴾: التعبير بالموصول مع صلته يُشعر بالعلة، وأن سبب الحيرة هو: كفره. ولو قال: فبهت الكافر.. لَمَا أفاد ذلك المعنى الدقيق.
﴿أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ وفي نسبة الإحياء والإماتة إلى القرية مجاز بالاستعارة: إنْ أُريد بهما العمارة والخراب، ومجاز مرسل: إن أريد أهلها.. فهو من باب إطلاق المحل، وإرادة الحال على حدِ ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾. ﴿ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا﴾؛ أي؛ نسترها به؛ كما يستر الجسد باللباس فاستعار اللباس لذلك، كما استعاره النابغة للإسلام فقال:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي | حتى اكتسيتُ من الإِسلام سربالًا |
* * *