تَتَنَاسَاهُ كَأنْ لَمْ تَأْتِهِ | وَهُوَ فِي الْعَالَمِ مَشهُوْرٌ كَبِيْر |
أتَيْتَ قَلِيلًا ثُمَّ أَسْرَعْتَ مِنَةً | فَنَيْلُكَ مَمْنُونٌ لِذَلِكَ قَلِيْلُ |
٢٦٣ - ﴿قَوْلٌ مَعْرُوفٌ﴾؛ أي: كلام جميل يرد به السائل، من غير إعطاء شيء ﴿وَمَغْفِرَةٌ﴾ من المسؤول عن بذاءَة لسان الفقير ﴿خَيْرٌ﴾ للسائل ﴿مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا﴾؛ أي: يعقبها ﴿أَذًى﴾؛ أي: مَنٌّ وتعيير للسائل بالسؤال؛ لكونها مشوبة بضرر التعيير له؛ أي: هذا القول المعروف من المسؤول، والرد الجميل، والمسامحة عن بذاءة لسان السائل خيرٌ للسائل من صدقة يأخذها، ويعقبها المن والتعيير من المسؤول له. وقال الشوكاني (١): والمعنى: أن القول المعروف من المسؤول للسائل، وهو: التأنيس والترجية بما عند الله، والرد الجميل خير من الصدقة التي يتبعها أذى. وقد ثبت في "صحيح مسلم" عنه صلّى الله عليه وآله وسلم: الكلمة الطيبة صدقة، وأن "مِنَ المعروف: أن تلقى أخاك بوجه طلق".
وما أحسن ما قاله ابن دريد:
لاَ تُدْخِلَنَّكَ ضَجْرَةٌ مِنْ سَائِلٍ | فَلِخَيْرِ دَهْرِكَ أَنْ تُرَى مَسْؤُولاَ |
لاَ تَجْبَهَن بِالرَّدِّ وَجْهَ مَؤَمِّلٍ | فَبَقَاءُ عِزِّكَ أَنْ تُرَى مَأْمُولاَ |
٢٦٤ - ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ بما جاء به محمَّد صَلى الله عليه وآله وسلم {لَا
(١) فتح القدير.