بآخذيه في ديونكم وحقوقكم عند الناس إلا بأن تُساهِلُوا في ذلك، وتتركوا من حقوقكم، وتكرهونه ولا ترضونه؛ أي: فلا تفعلوا مع الله ما لا ترضونه لأنفسكم.
وقرأ الجمهور: ﴿تُغْمِضُوا﴾ من أغمض، وجعلوه مما حذف مفعوله؛ أي: تغمضوا أبصاركم أو بصائركم. وقرأ الزهري: ﴿تُغَمِّضُوا﴾ بضم التاء وفتح الغين وكسر الميم المشددة ومعناها كمعنى قراءة الجمهور. وروي عنه ﴿تَغْمِضوا﴾ بفتح التاء وسكون الغين وكسر الميم مضارع غمض، وهي لغة في أغمض. وروي عن اليزيدي: ﴿تَغمُضوا﴾ بفتح التاء وضم الميم، ومعناه: إلا أن يخفى عليكم رأيكم فيه. وروي عن الحسن؛ ﴿تغمَّضوا﴾ مشددة الميم مفتوحة. وقرأ قتادة ﴿تُغْمَضوا﴾ بضم التاء وسكون الغين وفتح الميم مخففًا، ومعناه: إلا أن يغمض لكم، وما عدا قراءة الجمهور شاذ.
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ﴾ عن إنفاقكم وصدقاتكم، وإنما يأمركم به لمنفعتكم ﴿حَمِيدٌ﴾؛ أي: محمود على كل حال، أو مستحق للحمد على نعمه العظام. وقيل: حامد بقبول الجيد، وبالإثابة عليه.
٢٦٨ - ﴿الشَّيْطَانُ﴾؛ أي: إبليس اللعين ﴿يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾؛ أي: يخوفكم بالفقر، ويخبركم بأسبابه عند الصدقة، ويقول لكم: أمسكوا أموالكم، فإنكم إذا تصدقتم.. صرتم فقراء، أو المعنى: النفس الأمارة بالسوء توسوس لكم بالفقر. والوعد: يكون في الخير، وفي الشر كما هنا. يقال: وعدته خيرًا، ووعدته شرًّا. والفقر: سوء الحال، وقلة ذات اليد. وأصله من كسر فقار الظهر. وقرىء شذوذًا: ﴿الفُقْر﴾ بالضم والسكون، و ﴿الفُقُر﴾ بضمتين، وبفتحتين. وقراءة الجمهور: ﴿الفَقْر﴾ بالفتح والسكون. ﴿وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾؛ أي: بالبخل ومنع الزكاة والصدقة؛ أي: يوسوس لكم بها، ويحسن لكم إياها، ويغريكم عليها إغراء الآمر للمأمور. والفحشاء: الخصلة الفحشاء، وهي المعاصي والإنفاق فيها، والبخل عن الإنفاق في الطاعات. ﴿وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ﴾؛ أي: سترًا لذنوبكم مكافأة على بذل أموالكم. ﴿وَفَضْلًا﴾؛ أي: خلفًا في الدنيا أفضل مما