على الخطاب، وفيه التفات؛ إذ فيه خروج من خطاب إلى غيبة.
﴿وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ﴾؛ أي: إصابة القول والفعل والرأي. قرأ الجمهور: ﴿يُؤْتَ﴾ مبنيًّا للمفعول. وقرأ يعقوب: ﴿ومن يؤتِ﴾ بكسر التاء مبنيًّا للفاعل، وفاعله ضمير يعود على الله. وقرأ الأعمش شذوذًا: ﴿ومن يؤته الحكمة﴾ بإثبات الضمير الذي هو المفعول الأول، وفاعله ضمير عائد على الله تعالى؛ أي: ومن يعطِ الحكمة ﴿فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾؛ أي؛ فقد أعطي خير الدارين ﴿وَمَا يَذَّكَّرُ﴾؛ أي: ما يتفكر في الحكمة ﴿إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾؛ أي؛ إلا أصحاب العقول السليمة من الركون إلى متابعة الهوى، أو المعنى: وما يتعظ بما وعظه الله إلا ذوو العقول الكاملة، الذين عقلوا عن الله أمره ونهيه، أو: العلماء العمال. والمراد به: الحث على العمل بما تضمنت الآيُ في معنى الإنفاق.
الإعراب
﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ﴾.
﴿مَثَلُ﴾: مبتدأ، ﴿الَّذِينَ﴾ مضاف إليه، ولكن لا بد من تقدير مضاف في أحد الجانبين؛ ليصح الإخبار: إما في الأول تقديره: مثل نفقات الذين ينفقون أموالهم كمثل حبة، أو في الثاني تقديره: مثل الذين ينفقون أموالهم كمثل باذر حبة. ﴿يُنْفِقُونَ﴾: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول، والعائد ضمير الفاعل، ﴿أَمْوَالَهُمْ﴾: مفعول به، ومضاف إليه ﴿فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾: جار ومجرور وضاف إليه متعلق بـ ﴿يُنفِقُونَ﴾، ﴿كَمَثَلِ حَبَّةٍ﴾: جار ومجرور، ومضاف إليه، متعلق بمحذوف خبر المبتدأ؛ تقديره: مثل نفقاتهم كائن كمثل حبة، والجملة مستأنفة. ﴿أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ﴾: فعل ومفعول به، ومضاف إليه مجرور بالفتح؛ لأنه على زنة مفاعل، وفاعله ضمير يعود على حبة، والجملة الفعلية في محل الجر صفة لـ ﴿حَبَّةٍ﴾؛ تقديره: كمثل حبة منبِّتة سبع سنابل.
﴿فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ﴾.
﴿فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ﴾ جار ومجرور، ومضاف إليه، متعلق بمحذوف خبر مقدم