عنه كان غنيًّا.
﴿فَأَصَابَهُ وَابِلٌ﴾: وألف ﴿أصابه﴾ بَدَلٌ من واو؛ لأنه من: صاب يصوب كقال يقول. وفي "المصباح": وبلت السماء وبلًا من باب: وعد وبولًا: اشتد مطرها، وكان الأصل: وبل مطر السماء، فحذف للعلم به، ولهذا يقال للمطر: وابل.
فائدة: المطر أوله رشٌّ، ثم طشٌّ، ثم طلٌّ، ثم نضح، ثم هطل، ثم وبل.
﴿فَتَرَكَهُ صَلْدًا﴾ وفي "المختار": حجر صلد؛ أي: صُلْبٌ أملس، وصلد الزند - من باب: جلس - إذا صوَّت، ولم يخرج نارًا، وأصلد الرجل: صلد زنده، ويقال أيضًا: صلِد بكسر اللام يصلَد بفتحها.
﴿طل﴾: الطل: المستدق من القطر الخفيف، وفي "الصحاح": الطل أضعف المطر، والجمع: طلال، يقال: طلت الأرض، وهي مطلول.
﴿مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ﴾ ونخيل فيها قولان:
أحدهما: أنه اسم جمع واحدهُ نخلة.
والثاني: أنه جمع نخل الذي هو اسم جنس، والأعناب جمع عنبٍ الذي هو اسم جنس واحدهُ عنبة، والعنب تمر الكرم، وقال الراغب: سمي النخل؛ لأنه منخول الأشجار وصفوها، وذلك أنه أكرم ما ينبت؛ لكونه مشبهًا للحيوان في احتياج الأنثى للذكر، وأنه إذا قطع رأسه لم يثمر. ﴿يَعِدُكُمُ﴾ أصله: يوعدكم، فحذفت الواو؛ لوقوعها بين عدوتيها الياء والكسرة ﴿يَذَّكَّرُ﴾ أصله: يتذكر فأبدلت التاء ذالًا؛ لتقرب منها فتدغم.
البلاغة
﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ﴾: فيه مجاز بالحذف؛ لأنه لا بدَّ من تقدير مضاف في أحد الجانبين؛ أي: مثل نفقاتهم كمثل حبة، أو مثلهم كمثل باذر حبة.
﴿كَمَثَلِ حَبَّةٍ﴾: شبّه سبحانه وتعالى النفقة التي تنفق في سبيله بحبة أنبتت سبع سنابل، فأصبحت سبع مئة حبة، ففيه تشبيه مرسل مجمل؛ لذكر أداة التشبيه،