عن شرط مقدر تقديره: إذا عرفتم أنه قد خلت من قبلكم سننٌ، وشككتم فيها، وأردتم تيقنها، والاعتبار بها.. فأقول لكم: سيروا في الأرض لتعتبروا بما ترون من آثار هلاكهم؛ ويجوز أن تكون الفاء عاطفة. ﴿سِيرُوا﴾ فعل وفاعل. ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ متعلق به، والجملة في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة، أو معطوفة على جملة ﴿قَدْ خَلَتْ﴾ وعبارة (١) الكرخي هنا، ودخلت الفاء لأن المعنى على الشرط؛ أي: إن شككتم فسيروا في الأرض لتعتبروا بما ترون من آثار هلاكهم، وهذا مجازٌ عن إجالة الخاطر. والحاصل: أن المقصود تعرف أحوالهم فإن تيسر بدون السير في الأرض.. كان المقصود حاصلاً انتهت. ﴿فَانْظُرُوا﴾ ﴿الفاء﴾ عاطفة. ﴿انْظُرُوا﴾ فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة ﴿سِيرُوا﴾. ﴿كَيْفَ﴾: اسم استفهام عن الحال في محل النصب خبر مقدم لـ ﴿كاَنَ﴾. ﴿كاَنَ﴾، فعل ماض ناقص. ﴿عَاقِبَةُ﴾ اسمها. ﴿الْمُكَذِّبِينَ﴾ مضاف إليه، وجملة ﴿كاَنَ﴾ في محل النصب مفعول لـ ﴿انْظُرُوا﴾ تقديره: فانظروا حال عاقبة المكذبين.
﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٨)﴾.
﴿هَذَا﴾ مبتدأ. ﴿بَيَانٌ﴾ خبر، والجملة مستأنفة. ﴿لِلنَّاسِ﴾ متعلق بمحذوف صفة لـ ﴿بَيَانٌ﴾ أو متعلق به. ﴿وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ﴾ معطوفان على ﴿بَيَانٌ﴾ ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ تنازع فيه كل من ﴿هُدًى﴾ و ﴿مَوْعِظَةٌ﴾ على أنه متعلق بهما، أو صفة لهما.
﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣٩)﴾.
﴿وَلَا﴾ ﴿الواو﴾ استئنافية. ﴿لَا﴾ ناهية. ﴿تَهِنُوا﴾ فعل وفاعل مجزوم بـ ﴿لَا﴾ الناهية، والجملة مستأنفة، وفي "الجمل" قوله: ﴿وَلَا تَهِنُوا﴾ هذا وما عطف عليه معطوفان في المعنى على قوله ﴿فَسِيرُوا﴾ في الأرض الخ. انتهى. وكذلك قوله: ﴿وَلَا تَحْزَنُوا﴾ جازم وفعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة

(١) الجمل.


الصفحة التالية
Icon