﴿وَمَا اسْتَكَانُوا﴾ أصل هذا الفعل: استكن من السكون؛ لأن الخاضع يسكن لصاحبه ليصنع به ما يريد. والألف تولدت من إشباع الفتحة، وعبارة السمين في هذا الفعل ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه استفعل من السكون والسكون، الذل وأصله: استكون، فنقلت حركة الواو على الكاف ثم قلبت الواو ألفًا.
والثاني: قال الأزهري: وأبو عليّ ألفه: من ياء، والأصل استكين ففعل بالياء ما فعل بالواو.
والثالث: قال الفراء: وزنه افتعل من السكون، وإنّما أشبعت الفتحة فتولد منها ألف كقوله:
أَعُوْذُ بِاللَّهِ مِنَ الْعَقْرَابِ | الشَّائِلَاتِ عُقَدَ الأَذْنَابِ |
البلاغة
﴿إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ﴾ فيه مجازٌ مرسلٌ؛ لما فيه من إطلاق المسبب، وإرادة السبب، أي: بادروا إلى سببهما، وهو الأعمال الصالحة.
﴿عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ﴾؛ أي: كعرضهما، فيه تشبيه بليغ، وهو ما حذفت فيه الأداة ووجه الشبه.
﴿السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ﴾ فيه من المحسنات البديعية: الطباق ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ والعدول فيه إلى صيغة الفاعل؛ للدلالة على الاستمرار والدوام. وأما الإنفاق، فلما كان أمرًا متجددًا؛ عبر عنه بما يفيد التجدد والحدوث.
﴿وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ الاستفهام فيه إنكاريٌّ: بمعنى النفي، ولذلك وقع بعده الاستثناء، والمعنى لا يغفر الذنوب إلا الله.
﴿أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ﴾ الإشارة بالبعيد للإشعار ببعد منزلتهم، وعلو طبقتهم في الفضل.