مستأنفة. وتعدَّت (١) كلمة ﴿صَدَق﴾ هنا إلى اثنين، ويجوز أن تتعدى إلى الثاني بحرف جر، تقول: صدقت زيدًا الحديث، وصدقت زيدًا في الحديث، ذكرها بعض النحويين في باب ما يتعدَّى إلى اثنين، ويجوز أن يتعدّى إلى الثاني بحرف الجر، فيكون من باب استغفر، ﴿إِذْ تَحُسُّونَهُمْ﴾ ﴿إِذْ﴾ ظرف لما مضى مبني على السكون والظرف متعلق بـ ﴿صدق﴾، ويجوز أن يتعلَّق بـ ﴿وعده﴾ كما ذكره أبو البقاء. ﴿تَحُسُّونَهُمْ﴾ فعل وفاعل ومفعول. ﴿بِإِذْنِهِ﴾ جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بتحسونهم، والجملة الفعلية في محل الجر مضاف إليه لإذ والتقدير: ولقد صدقكم الله وعده وقت حسكم، وقتلكم إياهم بإذنه.
﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ﴾.
﴿حَتَّى﴾ حرف جر وغاية بمعنى إلى. ﴿إِذَا﴾ ظرف لما يستقبل من الزمان خافضة لشرطها منصوبة بجوابها. ﴿فَشِلْتُمْ﴾ فعل وفاعل، والجملة في محل الخفض بإضافة ﴿إِذَا﴾ إليها على كونها فعل شرط لها، والظرف متعلق بالجواب المحذوف الذي سنبينه. ﴿وَتَنَازَعْتُمْ﴾ فعل وفاعل، والجملة في محل الخفض معطوفة على جملة ﴿فَشِلْتُمْ﴾. ﴿فِي الْأَمْرِ﴾ جار ومجرور متعلق بـ ﴿تنازعتم﴾. ﴿وَعَصَيْتُمْ﴾ فعل وفاعل في محل الخفض معطوفة على جملة ﴿فَشِلْتُمْ﴾ أيضًا. ﴿مِنْ بَعْدِ﴾ جار ومجرور، تنازع فيه الأفعال الثلاثة المذكورة قبله. ﴿مَا﴾ مصدرية. ﴿أَرَاكُمْ﴾ فعل ومفعول أول، وفاعله ضمير يعود على ﴿الله﴾ ورأى هنا بصرية تعدَّت إلى مفعولين بالهمزة. ﴿مَا تُحِبُّونَ﴾ ﴿مَا﴾ موصولة، أو موصوفة في محل النصب مفعول ثان لأرى. ﴿تُحِبُّونَ﴾ فعل وفاعل، والجملة صلةٌ لـ ﴿ما﴾، أو صفة لها، والعائد أو الرابط محذوف تقديره: من بعد إراءته إياكم ما تحبون، وجواب ﴿إِذَا﴾ محذوف تقديره: منعكم النصر، وانهزمتم، وجملة ﴿إِذَا﴾ من فعل شرطها وجوابها في محل الجر بـ ﴿حتى﴾ بمعنى إلى المتعلِّقة بـ ﴿صدقكم﴾ والتقدير: ولقد صدقكم ﴿وعده﴾ إذ تحسونهم بإذنه،