وَفَعِلَ اللَّازِمُ بَابُهُ فَعَلْ كَفَرَحٍ وَكَجَوَىً وَكَشَلَلْ
ثم قال:
وَمَا أَتَى مُخَالِفًا لِمَا مَضَى فَبَابُهُ اَلنَّقْلُ كَسُخْطٍ وَرِضَا
والسخط على كلا الضبطين الغضب الشديد.
﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ يقال: من يمن بالضم منَّ، ومنيني عليه بكذا إذا أنعم عليه به من غير تعب، فهو من المضاعف، اللازم فقياسه: الكسر فالضم فيه شاذ، ولم يأت فيه إلَّا الضمّ.
﴿فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ﴾ يقال: درأه يدرؤُهُ بالفتح، من باب منع درءًا، ودرأةً إذا دفعه دفعًا شديدًا، ودرأ السيل عليه اندفع، ودرأ الرجل علينا إذا طرأ فجأة، تدارأ القوم إذا تدافعوا في الخصومة.
البلاغة
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ﴾ فيه مجازٌ بالزيادة؛ لأن ﴿مَا﴾ زائدةٌ للتأكيد. ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ﴾ ﴿وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ﴾ فيهما من المحسنات البديعية: المقابلة والالتفات؛ إذ هو خروج من الغيبة إلى الخطاب، وتنويع الكلام؛ لأنه جاء في جواب ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ﴾ بصريح النفي العام حيث قال: ﴿فَلَا غَالِبَ لَكُمْ﴾ وفي جواب ﴿وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ﴾ بالنفي المضمن في الاستفهام حيث قال: فمن ذا الذي ينصركم، وإفادة الحصر في قوله: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ بتقديم المعمول على العامل.
﴿أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ﴾ فيه استعارةٌ بديعية، حيث جعل ما شرعه الله كالدليل الذي يتبعه من يهتدي به، وجعل العاصي كالشخص الذي أمر بأن يتبع شيئًا، فنكص عن اتباعه، ورجع بدونه.
﴿بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ﴾ التنكير فيه للتهويل؛ أي: بسخط عظيم لا يكاد يوصف ﴿هُمْ دَرَجَاتٌ﴾ فيه مجازٌ بالحذف؛ أي: ذَوُو درجات متفاوتةٍ متخالفةٍ.
﴿هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ﴾ بين الكفر والإيمان الطباق.


الصفحة التالية
Icon