استئنافًا بيانيًّا كأنه قيل: ما بالهم يحسبون الإملاء خيرًا، فقيل: ﴿إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا﴾. ﴿لِيَزْدَادُوا﴾ ﴿اللام﴾ لام كي. ﴿يزدادوا﴾ فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام كي والواو فاعل. ﴿إِثْمًا﴾ مفعول به والجملة الفعلية صلة ﴿أن﴾ المضمرة. وأن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بلام التعليل، تقديره: إنما نملي لهم لإرادة ازديادهم إثمًا، الجار والمجرور متعلق بنملي، ﴿وَلَهُمْ﴾ الواو استئنافية. ﴿لَهُمْ﴾ جار ومجرور خبر مقدم. ﴿عَذَابٌ﴾ مبتدأ مؤخر. ﴿مُهِينٌ﴾ صفة له والجملة الإسمية مستأنفة.
﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾.
﴿مَا﴾ نافية. ﴿كَانَ اللَّهُ﴾ فعل ناقص واسمه. ﴿لِيَذَرَ﴾ ﴿اللام﴾ حرف جر وجحود. ﴿يذر﴾ فعل مضارع منصوب بأن مضمرةً وجوبًا بعد لام الجحود، وفاعله ضمير يعود على ﴿اللَّهُ﴾. ﴿الْمُؤْمِنِينَ﴾ مفعول به، والجملة الفعلية صلة أن المضمرة، أن مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بلام الجحود، تقديره: ما كان الله ليترك المؤمنين على ما أنتم عليه، وجملة ﴿كَانَ﴾ مستأنفة، وإنما أولنا كذلك، لأن ﴿يذر﴾ فعل جامد، لا مصدر له فأخذنا مصدر ما هو بمعناه، وهو ترك. وفي "الفتوحات" قوله: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ هذه ﴿اللام﴾: تسمى لام الجحود، وينصب المضارع بعدها بإضمار أن، ولا يجوز إظهارها، والفرق بينها وبين لام كي أن هذه على المشهور شرطها أن تكون بعد كون منفي بما، إن كان ماضيًا، أو بلم إن كان مضارعًا، وعرفها بعضهم في بيت واحد فقال:
وَكُلِّ لاَمٍ قَبْلَهُ مَا كَانَا | أَوْ لَمْ يَكُنْ فَلِلْجُحُوْدِ بَانَا |