﴿فإن﴾ ﴿الفاء﴾ فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إذا قلت لهم يا محمَّد ما أمرتك به، وكذبوك، وأردت بيان ما هو اللازم لك.. فأقول لك: ﴿إن كذبوك﴾ ﴿إن﴾ حرف شرط جازم. ﴿كَذَّبُوكَ﴾ فعل وفاعل ومفعول في محل الجزم بإن على كونه فعلَ شرط لها، وجواب الشرط محذوف جوازًا دل عليه السياق تقديره: فاصبر، وتسل على تكذيبهم إياك، وجملة ﴿إن﴾ الشرطية في محل النصب مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة ﴿فَقَدْ كُذِّبَ﴾ ﴿الفاء﴾ تعليلية. ﴿قد﴾ حرف تحقيق. ﴿كُذِّبَ رُسُلٌ﴾ فعل ونائب فاعل. ﴿مِنْ قَبْلِكَ﴾ جار ومجرور صفة لـ ﴿رسل﴾، والجملة الفعلية في محل الجر بلام التعليل المقدرة المدلول عليها بالفاء التعليلية المتعلقة بمعلول محذوف تقديره: وإنما أمرتك يا محمَّد بالصبر على تكذيبهم لتكذيب رسل من قبلك، وصبرهم على إذاية قومهم. ﴿جَاءُوا﴾ فعل وفاعل. ﴿بِالْبَيِّنَاتِ﴾ جار ومجرور متعلق بـ ﴿جاؤوا﴾. ﴿وَالزُّبُرِ﴾ معطوف على البينات. وكذلك ﴿والكتاب﴾ معطوف عليه. ﴿الْمُنِيرِ﴾ صفة للكتاب، والجملة الفعلية في محل النصب حال من ﴿رُسُلٌ﴾ وصح مجىء الحال منه لتخصصه بالصفة أعني الجار والمجرور، أو في محل الرفع صفة ثانية لـ ﴿رسل﴾.
﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (١٨٥)﴾.
﴿كُلُّ نَفْسٍ﴾ مبتدأ، ومضاف إليه. ﴿ذَائِقَةُ الْمَوْتِ﴾ خبر ومضاف إليه، وإنما أُنث الخبر لاكتساب المبتدأ التأنيث من المضاف إليه والجملة من المبتدأ والخبر مستأنفة استئنافًا نحويًّا. ﴿وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ﴾ الواو استئنافية. ﴿إنما﴾ ما أداة حصر بمعنى ﴿ما﴾ النافية وإلّا المثبتة، والمعنى: وما توفون أجوركم إلا يوم القيامة. ﴿تُوَفَّوْنَ﴾ فعل مغير، ونائب فاعل. ﴿أُجُورَكُمْ﴾ مفعول ثان، ومضاف إليه، والمفعول الأول جعل نائبًا عن الفاعل، والأصل: وإنما يوفيكم الله. ﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ ظرف، ومضاف إليه متعلق بـ ﴿توفون﴾. ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ﴾ ﴿الفاء﴾ فاء الفصيحة، لأنها أفصحت عن شرط مقدر تقديره: إذا عرفتم أن توفية الأجور يوم


الصفحة التالية
Icon