مؤكدة لجملة حسب الأولى. ﴿مِنَ الْعَذَابِ﴾ جار ومجرور صفة لـ ﴿مفازة﴾. ﴿وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ ﴿الواو﴾ عاطفة. ﴿لهم﴾ جار ومجرور خبر مقدم. ﴿عَذَابٌ﴾ مبتدأ مؤخر. ﴿أَلِيمٌ﴾ صفة له، والجملة الإسمية معطوفة على جملة ﴿تحسبن﴾ الأولى، وهنا أوجه كثيرة من الإعراب، تتعدد بتعدد القراءات، أعرضنا عنها صفحًا؛ لئلا يطول الكلام، وفيما ذكرنا كفاية لمن له عناية.
﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٨٩)﴾.
﴿وَلِلَّهِ﴾ ﴿الواو﴾ استئنافية. ﴿لِلَّهِ﴾ جار ومجرور خبر مقدم. ﴿مُلْكُ﴾ مبتدأ مؤخر. ﴿السَّمَاوَاتِ﴾ مضاف إليه. ﴿وَالْأَرْضِ﴾ معطوف على السموات والجملة الإسمية مستأنفة ﴿وَاللَّهُ﴾ الواو عاطفة. ﴿الله﴾ مبتدأ. ﴿عَلَى كُلِّ شَيْءٍ﴾ جار ومجرور، ومضاف إليه متعلق بـ ﴿قَدِيرٌ﴾ وهو خبر المبتدأ، والجملة معطوفة على جملة قوله: ﴿وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ﴾ على كونها مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
﴿ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾ يقال: ذاق الطعام، إذا أدرك طعمه من حلاوة، أو حموضة، أو مرارة. وأصل الذوق: وجود الطعم في الفم، ثم استعمل في إدراك سائر المحسوسات. ﴿الْحَرِيقِ﴾ المحرق، فهو فعيل بمعنى: مفعل، كأليم بمعنى مؤلم، وإضافة العذاب إليه من إضافة الموصوف إلى الصفة، كمسجد الجامع. ﴿بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾؛ أي: بذي ظلم، فـ ﴿ظلام﴾ من صيغ النسب على حد قول ابن مالك:

ومع فاعل وفعال وفعل في نسب أغنى عن اليا فقبل
﴿إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا﴾ يقال: عهد إليه بكذا، إذا أمره به، وأوصاه إليه. ﴿بِقُرْبَانٍ﴾ و ﴿القربان﴾: مصدر بمعنى اسم المفعول، وهو ما يتقرب به إلى الله من حيوان، ونقد، وغيرهما. ﴿وَالزُّبُرِ﴾ جمع زبور (١) كرسول ورسل، وهو
(١) البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon