إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباطُ فذلكم الرباط، فذلكم الرباط".
التفسير وأوجه القراءة
١٩٠ - ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ﴾؛ أي: إن فيما خلقَ في السموات من الملائكة، والشمس والقمر، والنجوم، والسحاب ﴿و﴾ فيما خلق في ﴿الأرض﴾ من الجبال، والبحور، والشجر، والدواب، هذا إن جعلنا ﴿خَلْقِ﴾ مصدرًا بمعنى اسم المفعول، والمعنى: إن في مخلوقات السموات، والأرض، ويصح إبقاؤه على مصدريته، والمعنى حينئذ: إن في إيجاد السموات والأرض، وإنشائهما على ما هما عليه في ذواتهما، وصفاتهما من إبداع لأحكام، قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (٦) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (٧)﴾ وبالجملة:
فَفِيْ كُلِّ شَيءٍ لَه آيَةٌ | تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الْوَاحِدُ |
﴿لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾؛ أي: لأصحاب العقول الكاملة الخالصة عن شوائب النقص الذين (١) خلص عقلهم عن الهوى خلوص اللب عن القشر، فيرون أن العرض المحدث في الجواهر يدل على حدوث الجواهر؛ لأنَّ جوهرًا ما لا ينفك عن عرض حادثٍ؛ وما لا يخلو عن الحادث فهو حادث، ثم حدوثها يدل على محدثها، وذا قديم، وإلا لاحتاج إلى محدث آخر إلى ما لا يتناهى، وحسن