المشركين، والمنافقين، وأهل الكتاب، والمؤمنين أولي الألباب، ونبه تعالى بقوله: ﴿أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ﴾ على المجازاة، وأخبر أن بعضهم من بعض في أصل التوالد، نبه تعالى في أول هذه السورة على إيجاد الأصل، وتفرع العالم الإنساني منه ليحث على التوافق، والتوادد، والتعاطف، وعدم الاختلاف، ولينبه بذلك على أن أصل الجنس الإنساني، كان عابدًا لله مفردَه بالتوحيدَ والتقوى، طائعًا له، فكذلك ينبغي أن تكون فروعه التي نشأت منه، فنادى تعالى دعاءً عامًّا للناس، وأمرهم بالتقوى التي هي ملاك الأمر، وجعل سببًا للتقوى تذكاره تعالى إياهم بأنه أوجدهم، وأنشأهم من نفس واحدة، ومن كان قادرًا على مثل هذا الإيجاد الغريب الصنع، وإعدام هذه الأشكال، والنفع، والضر.. فهو جدير بأن يتقى انتهى.
ذكر ما حوته هذه السورة من الموضوعات (١)
١ - الأمر بتقوى الله تعالى في السر والعلن.
٢ - تذكير المخاطبين بأنهم خلقوا من نفس واحدة.
٣ - أحكام القرابة والمصاهرة.
٤ - أحكام الأنكحة والمواريث.
٥ - أحكام القتال.
٦ - الحجاج مع أهل الكتاب.
٧ - بعض أخبار المنافقين.
٨ - الكلامُ مع أهل الكتاب إلى ثلاث آيات في آخرها.
وبالجملة: اشتملت هذه السورة على ذكر حقوق النساءِ والأيتام، وخاصةً اليتيمات اللاتي في حجور الأولياء، والأوصياء، فقررت حقوقَهن في الميراث،

(١) المراغي.


الصفحة التالية
Icon