يؤخر له في أجله.
وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله - ﷺ - قال: "لا يدخل الجنة قاطع". قال سفيان في روايته: يعني قاطع رحم. متفق عليه.
وعن الحسن قال: من سألك بالله.. فأعطه، ومن سألك بالرحم. فأعطه..
وعن ابن عباس قال: الرحم معلقة بالعرش، فإذا أتاها الواصل.. بشت به، وكلمته، وإذا أتاها القاطع.. احتجبت عنه.
وقرأ جمهور (١) السبعة ﴿وَالْأَرْحَامَ﴾ بالنصب على أن يكون معطوفًا على لفظ الجلالة؛ أي: اتقوا الله، واتقوا الأرحام فصلوها، ولا تقطعوها، أو معطوفًا على محل الجار والمجرور كقولك: مررت بزيدِ وعمرًا. وقرأ حمزة بالجر، وهي قراءة النخعي، وقتادة، والأعمش عطفًا على الضمير المجرور، والمعنى عليه: واتقوا الله الذي تساءلون به وبالأرحام؛ لأن العادة جرت في العرب بأن أحدهم قد يستعطف غيره بالرحم، فيقول: أسألك باللهِ، والرحم، وربما أفرد ذلك فقال: أسألك بالرحم، وهو ضعيف عند البصريين؛ لأنه كالعطف على بعض الكلمة؛ لأن العطف على الضمير المخفوض من غير إعادة خافض، وإن كان لغةً فصيحةً فهو خلاف الكثير، كما أشار إلى ذلك ابن مالك بقوله:
وَعَوْدُ خَافِضٍ لَدَى عَطْفٍ علَى | ضَمِيْرِ خَفْضٍ لاَزِمًا قَدْ جُعِلاَ |
وَلَيْسَ عِنْدِيْ لاَزِمًا إِذْ قَدْ أَتَى | فِيْ النَّظْمِ وَالنَثْرِ الصَّحِيْحِ مُثْبَتَا |
وأشار بالنثر الصحيح إلى الآية، وبالنظم إلى قول الشاعر:
فَالْيَوْمَ قَدْ بِتَّ تَهْجُوْنَا وَتَشْتِمُنَا | فَاذْهَبْ فَمَا بِكَ وَالأَيَّامِ مِنْ عَجَبِ |
وقرأ عبد الله بن يزيد بالرفع على أنه مبتدأ محذوف الخبر تقديره: والأرحام كذلك؛ أي: مما يتقى أو يتساءل به
﴿إِنَّ اللَّهَ﴾ سبحانه وتعالى
﴿كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾: حافظًا مطلعًا على جميع ما يصدر عنكم من الأفعال والأقوال،