﴿وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ﴾. ﴿مِنْهَا﴾ متعلق بـ ﴿أَنْقَذَكُمْ﴾.
﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.
﴿كَذَلِكَ﴾ جار ومجرور صفة لمصدر محذوف تقديره: يبين لكم بيانًا كائنًا كذلك؛ أي: كائنًا مِثْلَ البيان المذكور هنا. ﴿يُبَيِّنُ اللَّهُ﴾ فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. ﴿لَكُمْ﴾ متعلق ﴿يُبَيِّنُ﴾. ﴿آيَاتِهِ﴾ مفعول به، ومضاف إليه ﴿لَعَلَّكُمْ﴾ ﴿لعل﴾ حرف نصب وتعليل بمعنى كي، و ﴿الكاف﴾ اسمها. وجملة ﴿تَهْتَدُونَ﴾ خبرها وجملة ﴿لعل﴾ من اسمها وخبرها في محل الجر بلام التعليل المقدرة المتعلِّقة بـ ﴿يُبَيِّنُ﴾ تقديره: كذلك بين لكم آياته لاهتدائكم أي لإرادة اهتدائكم. والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ﴾ يقال: ناله من فلان معروف يناله نيلًا إذا وصل إليه. والنوال: العطاء من قولك: نولته تنويلًا إذا أعطيته. والنيل: إدراك الشيء ولحوقه، وقيل: هو العطية، وقيل: هو تناول الشيء، باليد يقال: نلته أناله نيلًا قال تعالى: ﴿وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا﴾. وأما النول بالواو فمعناه: التناول يقال: نلته أنوله: أي: تناولته وأنلته زيدًا أنيله إياه؛ أي ناولته إياه. والبر اسم جامع لوجوه الخير، والمراد به هنا الجنة. ﴿حِلًّا﴾ الحل لغة: في الحلال، كما أن الحرم لغة: في الحرام، والحلال، وكذا الحل مصدر يستوي فيه الواحد، والجمع، والمذكر، والمؤنث. ﴿فَمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾ فيه مراعاة لفظ ﴿مَنْ﴾ وفي قوله: ﴿فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ مراعاة معناها، والإفتراء اختلاق الكذب وهو من باب افتعل أصله: من: فرى الأديم إذا قطعه؛ لأن الكاذب يقطع القول من غير حقيقة له في الوجود.
﴿لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾ هي مكة بقلب الميم باء، وبكة علم للبلد الحرام، وكذا مكة، وهما لغتان: وقيل: إن بكة اسم لموضع البيت، ومكة اسم للبلد الحرام، وقيل: بكة للمسجد، ومكة للحرم كله، يقال: بك يبك من باب رد إذا دق


الصفحة التالية
Icon