﴿أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا (٥٣)﴾.
﴿أَمْ﴾: منقطعة بمعنى همزة الإنكار وبل التي للإضراب الإبطالي أو الانتقالي، لا في الكلام من الانتقال من ذمهم بتزكيتهم أنفسهم، إلى ذمهم بادعائهم نصيبًا من الملك، وبخلهم المفرط وشحهم البالغ، ﴿لَهُمْ﴾: جار ومجرور خبر مقدم، ﴿نَصِيبٌ﴾: مبتدأ مؤخر، والجملة مستأنفة أو معطوفة (١) على محذوف، تقديره: أهم أولى بالنبوة ممن أرسلته، أم لهم نصيب من الملك؟ فإذن لا يؤتون الناس نقيرًا، ﴿مِنَ الْمُلْكِ﴾: جار ومجرور صفة لـ ﴿نَصِيبٌ﴾، ﴿فَإِذًا﴾ ﴿الفاء﴾ عاطفة سببية، ﴿إِذًا﴾: حرف جواب ملغاة هنا غير عاملة لدخول فاء العطف عليها، ﴿لَا﴾: نافية، ﴿يُؤْتُونَ النَّاسَ﴾: فعل وفاعل ومفعول أول، ﴿نَقِيرًا﴾: مفعول ثان. والجملة الفعلية معطوفة على الجملة الإسمية؛ أعني قوله: ﴿أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ﴾، وإن شئت قلت: ﴿الفاء﴾: رابطة الجواب لشرط محذوف تقديره: إن كان لهم نصيب من الملك.. فإذًا لا يؤتون الناس نقيرًا، ﴿إذًا﴾: حرف نصب وجواب، ﴿لا﴾: نافية، ﴿يُؤْتُونَ﴾: فعل مضارع منصوب بـ ﴿إذًا﴾، وعلامة نصبه حذف النون الثابتة تبعًا للقراءة؛ لأن القراءة سنة متبعة، بدليل حذفها في القراءة الشاذة، و ﴿الواو﴾ فاعل، وجملة الشرط المقدر مستأنفة.
﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا﴾.
﴿أَمْ﴾: منقطعة أيضًا، بمعنى همزة الإنكار وبل التي للإضراب الانتقالي، ﴿يَحْسُدُونَ النَّاسَ﴾: فعل وفاعل ومفعول، والجملة مستأنفة، ﴿عَلَى مَا﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿يَحْسُدُونَ﴾، ﴿آتَاهُمُ اللَّهُ﴾: فعل ومفعول أول وفاعل، والمفعول الثاني محذوف تقديره إياه، والجملة صلة لـ ﴿ما﴾ أو صفة لها، ﴿مِنْ فَضْلِهِ﴾: جار ومجرور حال من الضمير المحذوف. ﴿فَقَد﴾: ﴿الفاء﴾ تعليلية.

(١) الشوكاني.


الصفحة التالية
Icon