إطاعة وطاعة، والطاعة: الموافقة وامتثال المأمورات واجتناب المنهيات، ﴿بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ﴾ يقال: بيت يبيت تبييتًا، من باب فعل المضعف، قال (١) الأصمعي وأبو عبيدة وأبو العباس: كل أمر قضي بليل قيل: قد بيت، وقال الزجاج: كل أمر مكر فيه، أو خيض بليل، فقد بيت، وقال الشاعر:

أَتَوْنِي فَلَمْ أَرْضَ مَا بَيَّتُوْا وَكَانُوْا أَتَوْنِي بِأَمْرٍ نُكُرْ
وقيل: التبييت التبديل بلغة طيء قال شاعرهم:
وَتَبِيْتُ قَوْلِي عِنْدَ اْلْمَلـ يْكِ قَاتَلَكَ اللهُ عَبْدًا كَفُوْرَا
﴿فَلَا يَتَدَبَّرُونَ﴾ مضارع تدبر - من باب تفعل الخماسي - يتدبر تدبرًا، وتدبر الشيء تأمله والنظر في أدباره وما يؤول إليه في عاقبته ومنتهاه، ثم استعمل في كل تفكر ونظر، والدبر: المال الكثير، سمي بذلك؛ لأنه يبقى للأعقاب وللأدبار، قاله الزجاج وغيره.
﴿أَذَاعُوا بِهِ﴾ يقال: أذاع الشر، وأذاع به، إذا نشره وأشاعه بين الناس وأظهره لهم، فالإذاعة: إظهار الشيء وإفشاؤه، يقال: ذاع يذيع من باب باع وأذاع، ويتعدى بنفسه وبالباب، فيكون إذ ذاك أذاع في معنى الفعل المجرد، قال أبو الأسود:
أَذَاعُوْا بِهِ فيْ النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّهُ بِعَلْيَاءِ نَارٍ أُوْقِدَتْ بِثُقُوْبِ
وقال أبو البقاء (٢): الألف في أذاعوا بدل من الياء، يقال ذاع الأمر يذيع، والباء زائدة؛ أي: أذاعوه، وقيل: حمل على معنى تحدثوا به، انتهى. ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ﴾ يقال: رد الشيء إلى الشيء ردًّا وردودًا إذا أرجعه وأعاده إليه، ﴿يَسْتَنْبِطُونَهُ﴾ والاستنباط: استخراج ما كان مستترًا عن الأبصار، والنبط: الماء يخرج من البئر أول ما تحفر، والإنباط والاستنباط إخراجه، والنبط: الذين يستخرجون المياه والنبات من الأرض، ﴿وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ﴾، التحريض: الحث على
(١) البحر المحيط.
(٢) العكبري.


الصفحة التالية
Icon