تعالى، وقيل نصب على الظرف كما قيل في بيت الفرزدق:
وإِذْ مَا مِثْلُهُمْ بَشَرُ
أي: إنكم في مثل حالهم، ذكره أبو البقاء، والمعنى: إنكم مشاركون لهم في الإثم قال بعضهم:
وَسَمْعَكَ صُنْ عَنْ سَمَاعِ الْقَبِيْحِ | كَصَوْنِ اللِّسَانِ عَنِ النُّطْقِ بِهْ |
فَإِنَّكَ عِنْدَ سَمَاعِ الْقَبِيْحِ | شَرِيْكٌ لِقَائِلِهِ فَانْتَبِهْ |
ثم إن يهود المدينة كانوا يفعلون فعل مشركي مكة، وكان المنافقون يجلسون معهم، ويستمعون إليهم، فنهى الله المؤمنين عن ذلك.
والخلاصة: أنكم إذا سمعتم الكلام الذي يتضمن جعل الآيات في موضع السخرية والاحتقار.. فابتعدوا عنهم، ولا ترجعوا إليهم حتى يعودوا إلى حديث آخر.
وفي الآية (١) دليل على وجوب اجتناب كل موقف يخوض فيه أهله بما يفيد التنقيص والاستهزاء للأدلة الشرعية والأحكام الدينية، كما يقع ذلك كثيرًا من أسراء التقليد الذين استبدلوا آراء العلماء بالكتاب والسنة، ولم يبق في أيديهم سوى قال إمام مذهبنا كذا، وقال فلان من أتباعه بكذا، وإذا سمعوا من يستدل على تلك المسألة بآية قرآنية أو بحديث نبوي.. سخروا منه، ولم يرفعوا إلى ما قاله رأسًا، ولا بالوا به بالة، وظنوا أنه قد جاء بأمر فظيع وخطب شنيع، وخالف
(١) الشوكاني.