وشنآنًا - مثلثي الشين -، فهذه ستة، وشناء، وشناءة، وشناء، وشناءة، ومشناءة، ومشنئة، ومشنئة، وشنانًا، وشنانًا، فهذه ستة عشر مصدرًا، وهي أكثر ما حفظ للفعل. وقال سيبويه: كل بناء كان من المصادر - على فعلان - بفتح العين.. لم يتعد فعله إلا أن يشذ شيء، كالشنآن. وفي "الفتوحات" (١): الشنآن: مأخوذ من شنيء المعتدي، كعلم، يقال: شنئت الرجل أشنأه: إذا أبغضته، وهذا المصدر سماعي مخالف للقياس من وجهين: تعدي فعله، وكسر عينه؛ لأنه لا ينقاس إلا مفتوحُها اللازم، كما قال في "الخلاصة":

وَفَعَلَ اللَّازِمُ مِثْلُ قَعَدَا لَهُ فُعُوْلٌ بِاطِّرَادٍ كَغدَا
إلى أن قال:
وَالثَّانِي لِلَّذِيْ اقْتَضَى تَقَلُّبَا
﴿وَالدَّمُ﴾: أصله: دمي، حذفت لامه اعتباطًا؛ أي: لغير علة تصريفية. ﴿وَالْمَوْقُوذَةُ﴾: في "المختار": وقذه: ضربه حتى استرخى وأشرف على الموت - وبابه وعد -، وشاة موقوذة: قتلت بالخشب. ﴿وَالنَّطِيحَةُ﴾: هي التي ينطحها غيرُها فتموت بالنطح، وهي - فعيلة بمعنى مفعولة - صفة جرت مجرى الأسماء، فوليت العوامل، ولذلك ثبت فيها الهاء وفي "القاموس": نطحه كمنعه وضربه إذا أصابه بقرنه اهـ.
﴿وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ﴾: السبع: اسم جنس يطلق على كل ذي ناب وظفر من الحيوان؛ كالأسد، والنمر، والدب، والذئب، والثعلب، والضبع، ونحوها. وقد أطلق على ذوات المخالب من الطير سباع، قال الشاعر:
وَسِبَاعُ الطَّيرِ تَغْدُوْ بِطَانَا تَتَخَطَّاهُمْ فَمَا تَسْتَقِلّ
ومن العرب من يخص السبع بالأسد، وسكون الباء: لغة نجدية، وسمع فتحها، ولعل ذلك لغة ﴿عَلَى النُّصُبِ﴾: جمع نصاب، ككتب جمع كتاب، وسُمِّي الصنم نصابًا؛ لأنه ينصب ويرفع ليعظم ويعبد ﴿بِالْأَزْلَامِ﴾؛ أي: القداح، واحدها
(١) الفتوحات.


الصفحة التالية
Icon