أي: قولوا: بسم الله عنده، وإن نسيتم.. فلا حرج عليكم، فعلى هذا (١) يكون الضمير في عليه عائدًا إلى ﴿ما علمتم من الجوارح﴾؛ أي: سموا الله عليه عند إرساله، وفي: الضمير عائد إلى ما أمسكن عليكم، والمعنى: سموا عليه إذا أدركتم ذكاته، وقيل: يحتمل أن يكون الضمير عائدًا إلى الأكل، يعني: واذكروا اسم الله عليه عند الأكل، وسيأتي بيان هذه في سورة الأنعام عند قوله: ﴿وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ إن شاء الله تعالى.
والتسمية واجبة عند أبي حنيفة ومستحبه عند الشافعي. وعن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - ﷺ - فقلت: إنا قوم نصيد بهذه الكلاب، فقال: "إذا أرسلت كلبك المعلم، وذكرت اسم الله عليه فكل مما أمسك عليك إلا أن يأكل الكلب، فلا تأكل فإني أخاف أن يكون إنما أمسك لنفسه، وإن خالط كلابًا لم يذكر اسم الله عليها فأمسكن وقتلن فلا تأكل فإنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره" وفي رواية: "فإنك لا تدري أيها قتل"، وسألته عن صيد المعراض فقال: "إذا أصبت بحده فكل، وإذا أصبت بعرضه فقتل فإنه وقيذ فلا تأكل، وإذا رميت الصيد فوجدته بعد يوم أو يومين ليس به إلا أثر سهمك فكل، فإن وقع في الماء فلا تأكل". متفق عليه. وعن أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله إنَّا بأرض قوم أهل كتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ وبأرض صيد أصيد بقوسي وبكلبي الذي ليس بمعلم وبكلبي المعلم فما يصلح لي؟ قال: "أما ما ذكرت من آنية أهل الكتاب: فإن وجدتم غيرها.. فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا غيرها.. فاغسلوها وكلوا فيها، وما صدت بقوسك فذكرت اسم الله عليه فكل، وما صدت بكلبك المعلم فذكرت اسم الله عليه فكل، وما صدت بكلبك غير المعلم فأدركت ذكاته فكل". أخرجه أبو داود بسند جيد.
﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ أيها المؤمنون فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، ولا تقدموا على مخالفته، فتأكلوا من صيد الجوارح الغير المعلمة، أو مما تمسك عليكم من