القطع؛ أي: فأنا أواري سوأة أخي، فيكون أواري مرفوعًا.
وقرأ الزهري: ﴿سَوَةَ أَخِي﴾ بحذف الهمزة، ونقل حركتها إلى الواو، ولا يجوز قلب الواو ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ لأن الحركة عارضة، كهي في سمول لغة في سموءل. وقرأ أبو حفص: ﴿سوة أخي﴾ بقلب الهمزة واوًا وإدغام الواو فيه، كما قالوا في شيء: شيّ، وفي سيئة: سيَّة. قال الشاعر:
وَإِنْ رَأَوْا سَيَّةً طَارُوُا بِهَا فَرَحًا | مِنِّي وَمَا عَلِمُوْا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوْا |
ويروى عن نافع أنَّه كان يقف على اسم الإشارة، ويجعله من تمام الكلام الأول، وحينئذ الجار والمجرور متعلق بما قبله، واسم الإشارة عائد على ﴿قتل قابيل هابيل﴾. والمعنى: فأصبح قابيل من النادمين من أجل قتله هابيل وعدم موارته له التراب. وقرأ ابن القعقاع: ﴿مِن اجل ذلك﴾ بكسر الهمزة وحذفها، ونقل حركتها إلى الساكن قبلها، كما قرأ ورش ﴿منَ اجل﴾ بحذفها وفتحها ونقل الحركة إلى النون، وقرأ الجمهور بفتح الهمزة، والمعنى على مذهب الجمهور: من أجل جناية قابيل على هابيل، وبسبب جريمته ومعصيته ﴿كَتَبْنَا﴾؛ أي: أوجبنا وفرضنا في التوراة ﴿عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ﴾؛ أي: أن الشأن والحال ﴿مَنْ قَتَلَ نَفْسًا﴾ واحدة من بني آدم ﴿بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾؛ أي: بغير قتل نفس يوجب الاقتصاص ﴿أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ﴾؛ أي: أو بغير فساد يوجب إهدار الدم، من كفر أو زنا أو قطع طريق. والمعنى (٢): أن نبأ ابني آدم هو الذي تسبب عنه الكتب المذكور على بني إسرائيل، وعلى هذا جمهور المفسرين، وخص بني
(١) المراح.
(٢) الشوكاني.
(٢) الشوكاني.