الثاني: أنَّه حال من المفعول - وهو ﴿نَبَأَ﴾؛ أي: اتل نبأهما متلبسًا بالحق والصدق، موافقًا لما في كتب الأولين، لتقوم عليهم الحجة برسالتك.
الثالث: أنَّه صفة لمصدر ﴿اتل﴾؛ أي: اتل ذلك تلاوةً متلبسةً بالحق والصدق، وكان هذا الوجه هو اختيار الزمخشري؛ لأنَّه بدأ به، وعلى كل من الأوجه الثلاثة: فالباء للمصاحبة وهي متعلقة بمحذوف. اهـ.
﴿إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ﴾.
﴿إِذْ﴾: ظرف لم مضى من الزمان في محل النصب على الظرفية مبني على السكون لشبهه بالحرف شبهًا افتقاريًّا، والظرف متعلق بـ ﴿نَبَأَ﴾؛ أي اتل نبأهما وقصتهما الواقع في ذلك الوقت. ﴿قَرَّبَا﴾ فعل وفاعل. ﴿قُرْبَانًا﴾: مفعول به، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ ﴿إِذْ﴾. ﴿فتقبل﴾: ﴿الفاء﴾): عاطفة. ﴿تقبل﴾: فعل ماضٍ مغيَّر الصيغة، ونائب فاعله ضمير يعود على ﴿قُرْبَانًا﴾. ﴿مِنْ أَحَدِهِمَا﴾: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ ﴿تقبل﴾ وتفعل هنا بمعنى الثلاثي المجرد، والجملة في محل الجر، معطوفة على جملة ﴿قَرَّبَا﴾. ﴿وَلَمْ يُتَقَبَّلْ﴾: الواو عاطفة. ﴿لم يتقبل﴾: جازم ومجزوم، ونائب فاعله ضمير يعود على القربان. ﴿مِنَ الْآخَرِ﴾: جار ومجرور، متعلق به، والجملة معطوفة على جملة قوله: ﴿فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا﴾. ﴿قَالَ﴾: فعل ماضٍ وفاعله ضمير يعود على ﴿الْآخَرِ﴾ والجملة مستأنفة. ﴿لَأَقْتُلَنَّكَ﴾ مقول محكي لـ ﴿قَالَ﴾ وإن شئت قلت: (اللام): موطئة للقسم. ﴿أقتلن﴾: فعل مضارع في محل الرفع لتجرده عن الناصب والجازم، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد الثقيلة حرف لا محل لها من الإعراب مبني على الفتح. و (الكاف): ضمير المخاطب في محل النصب مفعول به، وفاعله ضمير يعود على ﴿الْآخَرِ﴾، والجملة الفعلية جواب القسم لا محل لها من الإعراب، وجملة القسم المحذوف في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾.
﴿قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾.
﴿قَالَ﴾: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير يعود على ﴿أَحَدِهِمَا﴾ والجملة