القسم المحذوف مستأنفة. ﴿بِالْبَيِّنَاتِ﴾: جار ومجرور حال من ﴿الرسل﴾؛ أي: حالة كونهم متلبسين بالبينات ﴿ثُمَّ﴾: حرف عطف وترتيب. ﴿إِنَّ كَثِيرًا﴾: ناصب واسمه. ﴿مِنْهُمْ﴾ جار ومجرور صفة لـ ﴿كَثِيرًا﴾. ﴿بَعْدَ ذَلِكَ﴾: ظرف ومضاف إليه، متعلق بمسرفون الآتي، وكذلك يتعلق به الجار والمجرور في قوله: ﴿فِي الْأَرْضِ﴾. وكون (١) لام الابتداء، لا يعمل ما بعدهما فيما قبلها، محله إذا كانت اللام في محلها فإن زحلقت إلى الخبر عمل ما بعدها فيما قبلها كما هنا. ﴿لَمُسْرِفُونَ﴾: اللام: لام الابتداء، زحلقت إلى الخبر. ﴿مسرفون﴾: خبر إنَّ، وجملة إنَّ معطوفة على جملة قوله: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ﴾ على كونه جوابًا لقسم محذوف.
﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا﴾.
﴿إِنَّمَا﴾: أداة حصر. ﴿جَزَاءُ الَّذِينَ﴾: مبتدأ ومضاف إليه. ﴿يُحَارِبُونَ اللَّهَ﴾: فعل وفاعل ومفعول. ﴿وَرَسُولَهُ﴾: معطوف على الجلالة، والجملة صلة الموصول، والعائد ضمير الفاعل. ﴿وَيَسْعَوْنَ﴾: فعل وفاعل، والجملة معطوفة على جملة ﴿يُحَارِبُونَ﴾. ﴿فِي الْأَرْضِ﴾: متعلق بـ ﴿وَيَسْعَوْنَ﴾. ﴿فَسَادًا﴾: مفعول من أجله. وفي "الفتوحات" وفي نصب ﴿فَسَادًا﴾ ثلاثة أوجه:
أحدها: أنَّه مفعول من أجله؛ أي: يحاربون ويسعون لأجل الإفساد، وشرط النصب موجود.
والثاني: أنَّه مصدر واقع موقع الحال؛ أي: ويسعون في الأرض مفسدين أو ذوي فساد، أو جعلوا نفس الفساد مبالغة.
والثالث: أنَّه منصوب على المصدر؛ أي: أنَّه نوع من العامل قبله، لأنَّ يسعون معناه في الحقيقة يفسدون فسادًا، وفسادًا اسم مصدر قائم الإفساد، والتقدير: يفسدون في الأرض بسعيهم فسادًا. انتهت.