بعدم مخالفة دينه وشرعه، يقال: اتقى عن الشيء، إذا جعل لنفسه وقايةً عنه، وهو من افتعل الخماسي، أصله اتقوا، يقال: اتقى اتقاء إذا صار تقيًّا، وابتغاء الوسيلة: طلب الوصول والقرب إليه تعالى بما يرضيه من العمل الصالح. والوسيلة (١) الواسلة إلى ما يتقرب منه، يقال: وسله وتوسل إليه، واستعيرت الوسيلة لما يتقرب به إلى الله تعالى من فعل الطاعات وقال لبيد:
أَرَى النَّاسَ لاَ يَدْرُوْنَ مَا قَدْرُ أَمْرِهِمْ | أَلاَ كُلُّ ذِيْ لُبٍّ إِلَى الله وَاسِلُ |
إِذَا غَفِلَ الْوَاشُوْنْ عُدْنَا لِوَصْلِنَا | وَعَادَ التَّصَابِي بَيْنَنَا وَالْوَسَائِلُ |
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع:
منها: الطباق بين كلمة ﴿قَتَلَ﴾ و ﴿أَحْيَا﴾ وهو من المحسنات البديعية، وكذلك بين ﴿يعذب﴾ و ﴿يغفر﴾.
ومنها: الحذف في قوله: ﴿يُحَارِبُونَ اللَّهَ﴾؛ لأنّه على حذف مضاف؛ أي: يحاربون أولياء الله لأن الله تعالى لا يحارب ولا يغالب، فالكلام على سبيل المجاز.
ومنها: الإبهام في قوله: ﴿فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ﴾.
ومنها: التعريض بعدم تقوى القاتل في قوله: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾.
ومنها: الجناس المماثل في قوله: ﴿فَتُقُبِّلَ﴾، ﴿وَلَمْ يُتَقَبَّلْ﴾.
(١) الكشاف ١/ ٤٨٨.