وفرق الراغب بين الدائرة والدولة بأن الدائرة هي الخط المحيط ثم عبر بها عن الحادثة، وإنَّما تقال في المكروه، والدولة في المحبوب. انتهى. ﴿جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ وجهد الأيمان أغلظها، وهو في الأصل مصدر ونصبه على الحال؛ أي: مجتهدين في إقسامهم، أو على المفعولية المطلقة؛ أي: أقسموا إقسام اجتهاد اليمين ﴿حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾؛ أي: بطلت أعمالهم التي كانوا مكلفين بها، وعملوا بها في أعين الناس، كالصلاة، والصيام، والجهاد معكم، فخسروا أجرها وثوابها، يقال: حبط العمل من باب فرح إذا بطل ﴿أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ جمع ذليل كأدلة جمع دليل، بمعنى متواضعين من التذلل بمعنى التواضع لا جمع ذلول ﴿أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ جمع عزيز بمعنى متغلبين عليهم ﴿وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾؛ أي: عذل عاذل، وفي "المختار": اللوم العذل، تقول: لامه على كذا من باب قال لومًا ولومة إذا عدَّله، واللائمة الملامة ﴿فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ﴾ والحزب في اللغة: أصحاب الرجل الذين يكونون معه على رأيه، وهم القوم الذين يجتمعون لأمر حزبه؛ أي: أهمه.
﴿هُزُوًا وَلَعِبًا﴾ يقال: هزىء بفلان ومنه هَزْءًا وهُزْءًا وهُزُءًا إذا سخر به، والهزؤ أيضًا ما يهزء منه، يقال: هو هزءة بين الناس؛ أي: يهزأون ويسخرون منه، واللعب معروف وهو مصدر على غير قياس، وفعله لعب يلعب ﴿وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ﴾ والنداء الدعاء برفع الصوت، وناداه مناداة ونداء إذا صاح به، وتنادوا؛ أي: نادى بعضهم بعضًا وتنادوا؛ أي: جلسوا في النادي.
﴿هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا﴾ وفي نقم لغتان: الفصحى وهي التي حكاها ثعلب في فصيحه، نقم بفتح القاف ينقم بكسرها، والأخرى: نقم بكسر القاف ينقم بفتحها، قال الكسائي: نقمت بالكسر لغة ونقمت الأمر أيضًا، يقال: نقمت إذا كرهته، وانتقم منه إذا عاقبه، والاسم منه النقمة والجمع نقمات مثل كلمة وكلمات، وإن شئت سكنت القاف ونقلت حركتها إلى النون، والجمع نقم مثل نعمة ونعم. ﴿مَثُوبَةً﴾ المثوبة بسكون الثاء المثلثة مع فتح الميم والواو، والمثوبة بضم الثاء مع سكون الواو الجزاء على الأعمال خيرها وشرها، وأكثر استعماله في الخير من ثاب إذا رجع ﴿وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ﴾ القردة جمع قرد بكسر أوله وسكون


الصفحة التالية
Icon