في حيّز الشرط ثلاثة أشياء، وقوله: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾، إنما يظهر كونه جزاءً للثالث، فيكونُ المقصودُ مِنَ الكلام الثالث، والأوَّلان إنما ذكرا توطئة له، كما أشار إليه "البيضاوي"، ونصُّه: ﴿إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا﴾. طاعة وبرًّا ﴿أَوْ تُخْفُوهُ﴾ أي: تفعلوه سرًّا ﴿أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ﴾. لكم المؤاخذة عليه، وهو المقصود. وذكر إبداء الخير وإخفائه توطئة له، ولذلك رتب عليه قوله ﴿فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *


الصفحة التالية
Icon