شرط وقسم.. أجيب سابقهما ما لم يسبقهما ذو خبر، وقد يجاب الشرط مطلقًا كما قال ابن مالك في "الخلاصة":
وَاحْذِفْ لَدَى اجْتِمَاعِ شَرْطٍ وَقَسَمْ | جَوَابَ مَا أَخَّرْتَ فَهُوَ مُلْتَزَمْ |
وِإنْ تَوَالَيَا وَقَبْلُ ذُوْ خَبَرْ | فَالشَّرْطَ رَجِّحْ مُطْلَقًا بِلا حَذَرْ |
وَرُبَّمَا رُجِّحَ بَعْدَ قَسَمِ | شَرْطٌ بِلا ذِيْ خَبَرٍ مُقَدَّمِ |
قلت: إنَّه لو قصد تأخر القسم في التقدير لأجيب الشرط، فلما أجيب القسم.. علم أنَّه مقدر التقديم.
﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٧٤)﴾.
﴿أَفَلَا﴾: (الهمزة): للاستفهام التوبيخي داخلة على محذوف تقديره: ألا ينتهون عن تلك العقائد الباطلة. (والفاء): عاطفة على ذلك المحذوف. ﴿لَا﴾: نافية. ﴿يَتُوبُونَ﴾: فعل وفاعل مرفوع بالنون، والجملة المحذوفة مع ما عطف عليها جملة إنشائية لا محل لها من الإعراب. ﴿إِلَى اللَّهِ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿يَتُوبُونَ﴾. ﴿وَيَسْتَغْفِرُونَهُ﴾: فعل وفاعل ومفعول معطوف على ﴿وَاللَّهُ﴾: (الواو): واو الحال. ﴿اللهُ﴾: مبتدأ. ﴿غَفُورٌ﴾: خبر أول. ﴿رَحِيمٌ﴾: خبر ثان، والجملة في محل النصب حال من مفعول ﴿يَسْتَغْفِرُونَهُ﴾.
﴿مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأكُلَانِ الطَّعَامَ﴾.
﴿مَا﴾: نافية. ﴿الْمَسِيحُ﴾: مبتدأ. ﴿ابنُ﴾: صفة لـ ﴿المسيح﴾. ﴿مَرْيَمَ﴾: مضاف إليه. ﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء مفرغ. ﴿رَسُولٌ﴾: خبر المبتدأ، والجملة مستأنفة مسوقة لتحقيق الحق الذي لا محيد عنه، وبيان حقيقة حاله عليه السلام وحال أمه. ﴿قَدْ﴾: حرف تحقيق. ﴿خَلَتْ﴾: فعل ماضٍ. ﴿مِنْ قَبْلِهِ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿خَلَتْ﴾. ﴿الرُّسُلُ﴾: فاعل، والجملة في محل الرفع صفة لـ ﴿رَسُولٌ﴾، ولكنها سببية. ﴿وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ﴾: مبتدأ وخبر،