تقديره: إن آمنتم يكن الإيمان خيرٌ لكم مما أنتم عليه، وجملة؛ الشرط المحذوف مع جوابه مستأنفة، ﴿وَإِنْ تَكْفُرُوا﴾: جازم وفعل وفاعل، وجواب الشرط محذوف، تقديره: فلا يضرّه كفركم، وجملة إن الشرطية مع جوابها المحذوف مستأنفة. ﴿فَإِنَّ﴾: (الفاء): تعليلية كما في "الجمل"، (إن): حرف نصب. ﴿لِلَّهِ﴾: جار ومجرور خبر مقدم لها. ﴿مَا﴾: موصولة، أو موصوفة في محل النصب اسمها مؤخر. ﴿فِي السَّمَاوَاتِ﴾: جار ومجرور صلة (ما)، أو صفة لها، ﴿وَالْأَرْضِ﴾: معطوف على السموات، وجملة إن من اسمها وخبرها: في محل الجر بلام التعليل المقدرة، المدلول عليها بالفاء التعليلية المتعلقة بجواب الشرط المحذوف. ﴿وَكَانَ اللَّهُ﴾: فعل ناقص واسمه. ﴿عَلِيمًا﴾: خبر أول له ﴿حَكِيمًا﴾: خبر ثان له، والجمله مستأنفة.
التصريف ومفردات اللغة
﴿لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ﴾ ﴿الرَّاسِخُونَ﴾: جمع راسخ، والراسخ: هو المبالغ في علم الكتاب، الثابت فيه، من الرسوخ، وأصل الرسوخ في لغة العرب: الثبوت في الشيء، وكل ثابت راسخ، وأصله في الأجرام: أن ترسخ الخيل، أو الشجر في الأرض، ومنه قول الشاعر:

لَقَدْ رَسَخَتْ فِي الصَّدْرِ مِنِّي مَوَدَّةٌ لِلَيْلَى أبَتْ آياتُهَا أَنْ تَغَيَّرَا
﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾: من أوحى الرباعي، يقال: أوحى يوحي إيحاء ووحيًا، والوحي: اسم مصدر لأوحى، والوحي لغةً (١): الإيماء والإشارة، كما في قوله تعالى: ﴿فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾. والإلهامُ الذي يقع في النفس، كما قال تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ﴾ وما يكون غريزة دائمة، كما قال: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٦٨)﴾ والإعلام في خفاء، بأن تعلم إنسانًا بأمر تخفيه على غيره، كما قال تعالى: ﴿شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ﴾.
(١) المراغي.


الصفحة التالية
Icon