﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾، ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ﴾، ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾، وتمام بيان الطهر في قوله: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ﴾، ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ﴾، و ﴿لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾، ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ﴾ وقوله: ﴿شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾.
المناسبة: ومناسبة افتتاحها لما قبلها (١): هو أنه تعالى لما ذكر استفتاءهم في الكلالة وإفتاءهم فيها، وذكر أنه يبين لهم كراهة الضلال.. بين في هذه السورة أحكامًا كثيرة هي تفصيل لذلك المجمل، وقد ذكرناها آنفًا.
وقال المراغي: وجه التناسب بينها وبين ما قبلها من وجوه (٢):
١ - أنّ سورة النساء اشتملت على عدة عقود صريحًا وضمنًا، فالصريح: عقود الأنكحة، والصداق، والحلف، والمعاهدة، والأمان. والضمني: عقود الوصية، والوديعة، والوكالة، والإجارة.
٢ - أنّ سورة النساء مهدت لتحريم الخمر، وسورة المائدة حرمتها ألبتة، فكانت متممة لشيء مما قبلها.
٣ - أنَّ معظم سورة المائدة في محاجة اليهود والنصارى، مع ذكر شيء عن المنافقين والمشركين، وقد تكرر ذكر ذلك في سورة النساء، وأطيل به في آخرها.
ووجه تقديم النساء وتأخير المائدة: أن الأولى بدئت بـ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ وفيها الخطاب بذلك في مواضع، وهذا أشبه بالتنزيل المكي، والثانية بـ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ﴾، وفيها الخطاب بذلك في مواضع، وهذا أشبه بالتنزيل المدني المتأخر عن الأول.
الناسخ والمنسوخ فيها: قال أبو عبد الله محمد بن حزم: سورة المائدة (٣)
(٢) المراغي.
(٣) الناسخ والمنسوخ لمحمد بن حزم.