المخاطبين، وصح مجيء الحال من المضاف إليه؛ لصحة عمل المضاف فيها وفي صاحبها؛ لكونه مما يشبه الفعل، كما قال ابن مالك:
وَلاَ تُجِزْ حَالًا مِنَ الْمُضَافِ لَهْ | إِلَّا إِذَا اقْتَضَى الْمُضَافُ عَمَلَهْ |
أَوْ كَانَ جُزْءَ مَا لَهُ أُضِيْفَا | أَوْ مِثْلَ جُزْئِهِ فَلا تَحِيْفَا |
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ﴾.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: سبق إعرابه غير ما مرةٍ. ﴿شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ﴾: مبتدأ ومضاف إليه. ﴿إِذَا﴾: ظرف لما يستقبل من الزمان مجرد عن معنى الشرط ﴿حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ﴾: فعل ومفعول وفاعل، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ ﴿إذا﴾، والظرف متعلق بـ ﴿شَهَادَةُ﴾. ﴿حِينَ الْوَصِيَّةِ﴾: ظرف ومضاف إليه، والظرف بدل من ﴿إِذَا﴾ بدل كل من كل ﴿اثْنَانِ﴾: خبر المبتدأ، ولكنه على حذف مضاف تقديره: شهادة بينكم حين الوصية شهادة اثنين منكم؛ لتحصل المطابقة بين المبتدأ والخبر، وذلك لأن الشهادة لا تكون هي الاثنان؛ إذ الجنة لا تكون خبرًا عن المصادر، فأضمر مصدر يكون خبرًا عن مصدر. ﴿ذَوَا عَدْلٍ﴾: صفة أولى لـ ﴿اثْنَانِ﴾، ومضاف إليه مرفوع بالألف. ﴿مِنْكُمْ﴾: جار ومجرور صفة ثانية لـ ﴿اثْنَانِ﴾. ﴿أَوْ آخَرَانِ﴾: معطوف على ﴿اثْنَانِ﴾. ﴿مِنْ غَيْرِكُمْ﴾: جار ومجرور صفة أولى لـ ﴿آخَرَانِ﴾، والجملة من المبتدأ والخبر جواب النداء لا محل لها من الإعراب.
{إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ