حق، فالباء تتعلق بالفعل المحذوف لا بنفس الجار؛ لأن المعاني لا تعمل في المفعول به، ويجوز أن يجعل ﴿بِحَقٍّ﴾ خبر ﴿لَيْسَ﴾ و ﴿لِي﴾ تبيين كما في قولهم: سقيًا لك ورعيًا، ويجوز أن يكون ﴿بِحَقٍّ﴾ خبر ﴿لَيْسَ﴾ و ﴿لِي﴾ صفة ﴿بِحَقٍّ﴾ قدِّم عليه فصار حالًا، وهذا يخرَّج على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه انتهى. وقيل (١): إن ﴿لِي﴾ متعلقة بنفس ﴿حق﴾؛ لأن الباء زائدة و ﴿حق﴾ بمعنى: مستحق؛ أي: ما ليس مستحقًا لي ﴿إِنْ﴾ حرف شرط جازم. ﴿كُنْتُ﴾: فعل ناقص واسمه في محل الجزم بـ ﴿إن﴾. ﴿قُلْتُهُ﴾: فعل وفاعل ومفعول؛ لأنه بمعنى: ذكرته، وجملة ﴿قُلْتُهُ﴾ في محل النصب خبر كان تقديره: إن كنت قائلًا إياه، أي: ذاكرًا إياه ﴿فَقَدْ﴾: الفاء رابطة لجواب إن الشرطية وجوبًا لاقترانها بـ ﴿قد﴾. ﴿قد﴾: حرف تحقيق. ﴿عَلِمْتَهُ﴾: فعل وفاعل ومفعول أول، وليست (٢) علم هنا عرفانية؛ لأن المعرفة تستدعي سبق الجهل، فهي هنا على بابها، ومفعولها الثاني محذوف تقديره: فقد علمته واقعًا مني، وجملة علمته في محل الجزم بـ ﴿إن﴾ الشرطية على كونها جوابًا لها، وجملة ﴿إن﴾ الشرطية في محل النصب مقول ﴿قَالَ﴾.
﴿تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾.
﴿تَعْلَمُ﴾: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على ﴿الله﴾، والجملة في محل النصب مقول القول. ﴿مَا﴾: موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول أول لـ ﴿تَعْلَمُ﴾، والثاني محذوف تقديره: منطويًا وثابتًا. ﴿فِي نَفْسِي﴾: جار ومجرور صلة لـ ﴿ما﴾ أو صفة لها. ﴿وَلَا﴾: الواو: عاطفة. ﴿لَا﴾: نافية ﴿أَعْلَمُ﴾: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على ﴿عيسى﴾، والجملة في محل النصب معطوفة على جملة ﴿تَعْلَمُ﴾. ﴿مَا﴾ موصولة أو موصوفة، في محل النصب مفعول به لـ ﴿أَعْلَمُ﴾؛ لأن علم هنا بمعنى: عرف ﴿فِي نَفْسِكَ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه صلة لـ ﴿ما﴾، أو صفة لها. ﴿إِنَّكَ﴾ ﴿إن﴾؛ حرف نصب، والكاف: اسمها. و ﴿أَنْتَ﴾: تأكيد. ﴿عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾: خبرها ومضاف إليه، وجملة

(١) الجمل.
(٢) الصاوي بتصرف.


الصفحة التالية
Icon