ببلى نظير قوله تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ اهـ "قليوبي على الآجرومية".
وما في "الشوكاني" هنا من أن الاستفهام للإنكار غير صواب. ﴿لَمْ﴾: حرف نفي وجزم. ﴿يَرَوْا﴾: فعل مضارع مجزوم بـ ﴿لم﴾، والواو فاعل، وهي إما بصرية تتعدى إلى مفعول واحد، وهو أولى، أو علمية فتتعدى إلى مفعولين.. ﴿كَمْ﴾: خبرية بمعنى عدد كثير في محل النصب معفول مقدم وجوبًا لـ ﴿أَهْلَكْنَا﴾، وهي معلقة ما قبلها عن العمل فيما بعدها. ﴿أَهْلَكْنَا﴾: فعل وفاعل. ﴿مِنْ قَبْلِهِمْ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه، متعلق بـ ﴿أَهْلَكْنَا﴾. ﴿مِنْ﴾: زائدة. ﴿قَرْنٍ﴾ تمييز لـ ﴿كم﴾ مجرور بـ ﴿مِن﴾ الزائدة، وجملة ﴿أَهْلَكْنَا﴾ في محل النصب سادة مسد مفعول رأى البصرية، أو مسد مفعولي رأى العلمية، وجملة ﴿يَرَوْا﴾ من الفعل والفاعل جملة إنشائية مستأنفة لا محل لها من الإعراب. ﴿مَكَّنَّاهُمْ﴾: فعل وفاعل ومفعول أول، والجملة في محل الجر صفة لـ ﴿قَرْنٍ﴾، ولكنها سببية. ﴿فِي الْأَرْضِ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿مكنا﴾. ﴿مَا لَمْ نُمَكِّنْ﴾ ﴿مَا﴾: نكرة موصوفة في محل النصب مفعول ثان لـ ﴿مَكَّنَّاهُمْ﴾؛ لأن مكنا بمعنى: أعطينا، فيتعدى إلى مفعولين. ﴿لَمْ نُمَكِّنْ﴾: فعل وجازم، وفاعله ضمير يعود على الله. ﴿لَكُمْ﴾: جار ومجرور متعلق به، وهو في محل المفعول الثاني لـ ﴿مكنا﴾، ومفعوله الأول محذوف تقديره: ما لم نمكنه لكم، والجملة الفعلية في محل النصب صفة لـ ﴿ما﴾ الموصوفة، والتقدير: مكناهم وأعطيناهم في الأرض شيئًا لم نمكنه ولم نعطه لكم.
وفي "الفتوحات" قوله: ﴿مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ﴾ في (١) ﴿مَا﴾ هو هذه ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون موصولة بمعنى الذي، وهي حينئذ صفة لمصدر محذوف، والتقدير: التمكين الذي لم نمكن لكم، والعائد محذوف؛ أي: الذي لم نمكنه لكم.
والثاني: أن تكون مفعولًا بها، لكن على المعنى؛ لأن معنى ﴿مَكَّنَّاهُمْ﴾: أعطيناهم ما لم نعطكم، ذكره أبو البقاء، قال الشيخ: هذا تضمين، والتضمين لا يقاس.