مُبَتَدَأٌ بِلاَمِ جِنْسٍ عُرِّفَا | مُنْحَصِرٌ فِيْ مُخْبَرٍ بِهِ وَفَا |
وَإِنْ عَرَا عَنْهَا وَعُرِّفَ الْخَبَرْ | بِاللَّامِ مُطْلَقًا فَبِالْعَكْس اسْتَقَرّ |
ومنها: الطباق في قوله: ﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾، وفي قوله: ﴿سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ﴾.
ومنها: رعاية الفاصلة بتقديم الجار والمجرور على متعلقه في قوله: ﴿بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾.
ومنها: حكاية الحال الماضية في قوله: ﴿وَمَا تَأتِيهِمْ﴾؛ لأن الإتيان بصيغة المضارع دون الماضي لحكاية الحال الماضية، أو للدلالة على الاستمرار التجددي.
ومنها: التفخيم في قوله: ﴿مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ﴾؛ لأن في إضافة آيات إلى اسم الرب المضاف إلى ضمير: ﴿هم﴾ تفخيمًا لشأنها المستتبع لتهويل ما اجترؤوا عليه في حقها.
ومنها: الالتفات من خطابهم بقوله: ﴿خَلَقَكُمْ﴾ إلى الغيبة في قوله: ﴿وَمَا تَأتِيهِمْ﴾.
ومنها: الالتفات من الغيبة في قوله: ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا﴾ إلى الخطاب في قوله: ﴿مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ﴾؛ لأنه خطاب لأهل مكة؛ لأن مقتضى السياق أن يقال: ما لم نمكن لهم.
فائدة: والالتفات (١) له فوائد، منها تطرية الكلام، وصيانة السمع عن الضجر والملال لما جبلت عليه النفوس من حب التنقلات، والسآمة من الاستمرار على منوال واحد، وهذه فائدته العامة، ويختص كل موقع بنكت ولطائف باختلاف محله كما هو مقرر في علم البديع، ووجهه هنا حث السامع وبعثه على الاستماع حيث أقبل المتكلم عليه وأعطاه فضل عنايته، وخصصه بالمواجهة. اهـ "كرخي".
(١) الجمل.