والثاني: أن في ﴿بَلَغَ﴾ ضميرًا مرفوعًا يعود على ﴿من﴾، ويكون المفعول محذوفًا وهو منصوب المحل أيضًا عطفًا على مفعول ﴿لِأُنْذِرَكُمْ﴾، والتقدير: ولأنذر الذي بلغ الحلم، والعائد هنا مستقر في الفعل.
والثالث: أن ﴿من﴾ مرفوعة المحل عطفًا على الضمير المرفوع في ﴿لِأُنْذِرَكُمْ﴾، وجاز ذلك؛ لأن الفصل بالمفعول، والجار والمجرور أغنى عن تأكيده، والتقدير: لأنذركم به ولينذركم الذي بلغه القرآن. اهـ "سمين".
﴿أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (١٩)﴾.
﴿أَئِنَّكُمْ﴾: الهمزة للاستفهام الإنكاري كما سبق في بحث التفسير. ﴿إنكم﴾: ناصب ومنصوب. ﴿لَتَشْهَدُونَ﴾: اللام: لام الابتداء المؤكدة زحلقت إلى خبر ﴿إن﴾ ﴿تشهدون﴾: فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل الرفع خبر ﴿إن﴾ التقدير: أئنكم لشاهدون، وجملة ﴿إن﴾ في محل النصب مقول لـ ﴿قل﴾. ﴿أَنَّ﴾: حرف نصب. ﴿مَعَ اللهِ﴾: ظرف ومضاف إليه، خبر مقدم لـ ﴿أن﴾. ﴿آلِهَةً﴾: اسم ﴿أَنَّ﴾ مؤخر عن الخبر. ﴿أُخْرَى﴾: صفة لـ ﴿آلِهَةً﴾، وجملة ﴿أَنَّ﴾ في تأويل مصدر منصوب على المفعولية لـ ﴿لَتَشْهَدُونَ﴾؛ أي: لتشهدون كون آلهة أخرى مع الله. ﴿قُلْ﴾: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة مستأنفة. ﴿لا أَشْهَدُ﴾: مقول محكي لـ ﴿قل﴾، وإن شئت قلت: ﴿لَا﴾: نافية. ﴿أَشْهَدُ﴾: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة الفعلية في محل النصب مقول لـ ﴿قل﴾. ﴿قُل﴾: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة مستأنفة. ﴿إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ إلى آخر الآية مقول محكي لـ ﴿قل﴾، وإن شئت قلت: ﴿إِنَّمَا﴾: أداة حصر. ﴿هُوَ﴾: مبتدأ. ﴿إِلَهٌ﴾: خبره. ﴿وَاحِدٌ﴾: صفة لـ ﴿إله﴾، والجملة في محل النصب مقول القول. ﴿وَإِنَّنِي﴾: الواو: عاطفة. ﴿إن﴾: حرف نصب، والنون للوقاية، والياء ضمير المتكلم في محل النصب اسمها. ﴿بَرِيءٌ﴾: خبر ﴿إن﴾. ﴿مِمَّا﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿بَرِيءٌ﴾. ﴿تُشْرِكُونَ﴾: فعل وفاعل صلة لـ ﴿ما﴾ المصدرية أو الموصولة، والعائد حينئذ