وجملة كان في محل النصب مقول ﴿قَالُوا﴾ على كونها جواب القسم.
﴿انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٤)﴾.
﴿انْظُرْ﴾: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمد، والجملة مستأنفة. ﴿كَيْفَ﴾: اسم استفهام في محل النصب على الحال من فاعل ﴿كَذَبُوا﴾ والعامل فيه ﴿كَذَبُوا﴾ وصاحب الحال الواو في ﴿كَذَبُوا﴾ أي: جاحدين كذبوا على أنفسهم ﴿كَذَبُوا﴾: فعل وفاعل. ﴿عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿كَذَبُوا﴾، وجملة ﴿كَذَبُوا﴾ في محل النصب على أنها مفعول لـ ﴿انْظُرْ﴾، وكيف علقته عن العمل في لفظه. ﴿وَضَلَّ﴾: فعل ماضٍ. ﴿عَنْهُمْ﴾: متعلق به. ﴿مَا﴾: موصولة أو مصدرية في محل الرفع فاعل لـ ﴿ضل﴾. ﴿كَانُوا﴾: فعل ناقص واسمه، وجملة ﴿يَفْتَرُونَ﴾ خبره، وجملة كان من اسمها وخبرها صلة لـ ﴿ما﴾ الموصولة، والعائد محذوف تقديره: ما كانوا يفترونه، أو صلة لما المصدرية، ﴿مَا﴾ مع صلتها في تأويل مصدر على الفاعلية تقديره: وضل عنهم افتراؤهم، وجملة ﴿ضل﴾ معطوفة على جملة ﴿كَذَبُوا﴾. وفي "الفتوحات": قوله: ﴿وَضَلَّ﴾ يجوز أن يكون نسقًا على كذبوا، فيكون داخلًا في حيز النظر، ويجوز أن يكون استئناف إخبار، فلا يدخل في حيز المنظور إليه، وقوله: ﴿مَا كَانُوا﴾ يجوز في ﴿مَا﴾ أن تكون مصدرية؛ أي: وضل عنهم افتراؤهم، وهو قول ابن عطية، ويجوز أن تكون موصولة اسمية؛ أي: وضل عنهم الذي كانوا يفترونه اهـ "سمين".
التصريف ومفردات اللغة
﴿كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾: يقال: كتب على نفسه يكتب من باب نصر؛ أي: أوجب إيجاب فضل وكرم، لا إيجاب لزوم، وقيل: كتب هنا بمعنى: وعد فضلًا وكرمًا، وقيل: بمعنى: سطر وخط؛ أي: أمر بالكتب في اللوح المحفوظ. وقال الزجاج: الرحمة: إمهال الكفار وتعميرهم ليتوبوا، فلم يعاجلهم على كفرهم، وقيل: الرحمة لمن آمن وصدق الرسل.
﴿وَلَهُ مَا سَكَنَ في اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ قال السدي: سكن هنا من السكنى يقال: سكن في المكان يسكن من باب دخل سكنى إذا حل واستقر فيه، ولم يذكر الزمخشري