فصبروا حتى جاءهم النصر المبين، وخذل الله أعداءهم الكافرين.
أسباب النزول
قوله تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ...﴾ الآية، سبب (١) نزولها: ما رواه أبو صالح عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: حضر عند النبي - ﷺ - أبو سفيان، والوليد بن المغيرة، والنضر بن الحارث، والحارث بن عامر، وأبو جهل في جمع كثير من قريش، واستمعوا إلى النبي - ﷺ - وهو يقرأ القرآن، فقالوا للنضر: يا أبا قتيبة، ما يقول محمد، فقال: والذي جعلها - الكعبة - بيته ما أدري ما يقول إلا أني أراه يحرك شفتيه، ويتكلم بأساطير الأولين مثل ما كنت أحدثكم به عن القرون الماضية، وكان النضر كثير الحديث عن القرون الأولى، يحدث قريشًا بما يستملحونه، قال أبو سفيان: إني لأرى بعض ما يقول حقًّا، فقال أبو جهل: كلا لا تقر بشيء من هذا وقال: الموت أهون من هذا، فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآية: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ﴾ الآيات.
قوله تعالى: ﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ...﴾ الآية، سبب (٢) نزولها: ما رواه الحاكم وغيره عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أبي طالب، كان ينهى المشركين أن يؤذوا رسول الله - ﷺ -، ويتباعد عما جاء به، وكان يدعوه إلى الإسلام، فاجتمعت قريش بأبي طالب يريدون أن يفعلوا السوء برسول الله - ﷺ - فقال أبو طالب شعرًا:

وَاللهِ لَنْ يَصِلُوْا إِلَيْكَ بِجَمْعِهِمْ حَتَّى أُوَسَّدَ فِيْ التُّرَابِ دَفِيْنَا
فَاصْدَعْ بِأَمْرِكَ مَا عَلَيْكَ غَضَاضَةٌ وَابْشِرْ وَقَرَّ بِذَاكَ مِنْكَ عُيُوْنَا
وَدَعَوْتَنِيْ وَزَعَمْتَ أَنَّكَ نَاصِحِيْ وَلَقَدْ صَدَقْتَ وَكُنْتَ ثَمَّ أَمِيْنَا
وَعَرَضْتَ دِيْنًا لاَ مَحَالَةَ أَنَّهُ مِنْ خَيْرِ أَدْيَانِ الْبَرِيَّةِ دِيْنَا
(١) المراغي والبحر المحيط.
(٢) لباب النقول مع زيادة من البحر المحيط.


الصفحة التالية
Icon