متعلق بفعل قسم محذوف تقديره: أقسم وربنا، والجملة القسمية في محل النصب مقول ﴿قَالُوا﴾. ﴿قَالَ﴾: فعل ماضٍ، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا. ﴿فَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾ إلى آخر الآية مقول محكي، وإن شئت قلت: ﴿فَذُوقُوا﴾: الفاء: حرف موضوع للدلالة (١) على ترتيب التعذيب على اعترافهم بحقية ما كفروا به في الدنيا. ﴿ذوقوا﴾: فعل وفاعل. ﴿الْعَذَابَ﴾: مفعول به، والجملة في محل النصب مقول ﴿قال﴾. ﴿بِمَا﴾ الباء: حرف جر وسبب. ﴿ما﴾: مصدرية. ﴿كُنْتُمْ﴾: فعل ناقص واسمه، وجملة ﴿تَكفُرُونَ﴾ خبره، وجملة ﴿كان﴾ صلة ﴿ما﴾ المصدرية، ﴿ما﴾ مع صلتها في تأويل مصدر مجرور بالباء تقديره: فذوقوا العذاب بسبب كفركم في الدنيا، الجار والمجرور متعلق بـ ﴿ذوقوا﴾، ويصح أن تكون ﴿ما﴾ موصولًا اسميًّا عائده محذوف تقديره: فذوقوا العذاب بسبب شرككم الذي كنتم تكفرون به في بعض المواقف بقولكم: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾.
﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا﴾.
﴿قَدْ﴾: حرف تحقيق. ﴿خَسِرَ الَّذِينَ﴾: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. ﴿كَذَّبُوا﴾: فعل وفاعل، والجملة صلة الموصول. ﴿بِلِقَاءِ اللَّهِ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿كَذَّبُوا﴾. ﴿حَتَّى﴾: حرف جر وغاية. ﴿إذا﴾: ظرف لما يستقبل من الزمان. ﴿جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ﴾: فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل الخفض بإضافة ﴿إذا﴾ إليها على كونها فعل شرط لها، والظرف متعلق بالجواب الآتي. ﴿بَغْتَةً﴾: منصوب على الحالية من الساعة، ولكن على تأويله بالمشتق تقديره: مباغتة ومفاجئة لهم. وفي "الفتوحات" قوله: ﴿بَغْتَةً﴾ في نصبها أربعة أوجه:
أحدها: أنها مصدر في موضع الحال من فاعل ﴿جَاءَتْهُمُ﴾؛ أي: مباغتة، أو من مفعوله؛ أي: مبغوتين.

(١) الجمل.


الصفحة التالية
Icon