﴿وَتِلْكَ﴾ ﴿الواو﴾: استئنافية. ﴿تِلْكَ﴾: مبتدأ. ﴿حُجَّتُنَا﴾: خبر المبتدأ. وجملة ﴿آتَيْنَاهَا﴾ خبر ثانٍ، أو في محل النصب حال من ﴿حُجَّتُنَا﴾، والعامل فيها معنى الإشارة، والجملة الإسمية مستأنفة. ﴿إِبْرَاهِيمَ﴾: مفعول ثانٍ لـ ﴿آتَيْنَا﴾؛ لأنه بمعنى: أعطينا. ﴿عَلَى قَوْمِهِ﴾: جار ومجرور متعلق بـ ﴿حُجَّتُنَا﴾. ﴿نَرْفَعُ﴾: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة الفعلية مستأنفة، أو في محل النصب حال من فاعل ﴿آتَيْنَاهَا﴾. ﴿دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ﴾ - بالإضافة -: مفعول به، وهو مضاف، و ﴿مَنْ﴾ الموصولة: في محل الجر مضاف إليه. وبالتنوين: ﴿دَرَجَاتٍ﴾: مفعول فيه، أو مفعول ثانٍ على تضمين نرفع بمعنى: نعطي، و ﴿مَنْ﴾ الموصولة: مفعول به. ﴿نَشَاءُ﴾: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على الله، والجملة صلة ﴿مَنْ﴾ الموصولة، والعائد محذوف تقديره: نشاءه. ﴿إِنَّ﴾: حرف نصب وتوكيد. ﴿رَبَّكَ﴾: اسمها ومضاف إليه. ﴿حَكِيمٌ﴾: خبر أول؛ لأن ﴿عَلِيمٌ﴾ خبر ثانٍ لها، والجملة مستأنفة مسوقة لتعليل ما قبلها.
التصريف ومفردات اللغة
﴿وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا﴾ الأعقاب جمع: عقب، وهو مؤخر الرجل، وتقول العرب فيمن عجز بعد قدرة، أو سفل بعد رفعة، أو أحجم بعد إقدام على محمدة: نكص على عقبيه، وارتد على عقبيه، ورجع القهقرى، ثم صار يطلق على كل تحول مذموم.
﴿كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ﴾؛ أي: ذهبت بعقله وهواه، وكانت العرب في الجاهلية تزعم أن الجنون كله من تأثير الجن، ومنه قولهم: حسن فلان؛ أي: مسته الجن، فذهبت بعقله، وكانوا يقولون: إن الجن تظهر لهم في المهامه، وتتلون لهم بألوان مختلفة، فتذهب بلب من يراها، فيهيم على وجهه لا يدري أين يذهب حتى يهلك، وهذه الشياطين التي تتلون هي التي يسمونها: الغيلان والأغوال والسعالي.
وقوله: ﴿حَيْرَانَ﴾؛ أي: تائهًا ضالًا عن الجادة، لا يدري ما يصنع؟ وهو وصف مذكر مؤنثه حيرى؛ كسكران وسكرى، فلذلك منع من الصرف، ويقال: حار يحار حيرة وحيرورة إذا تردد.


الصفحة التالية
Icon