والثالث: أنه منصوب بفعل مقدَّر يدل عليه السياق؛ أي: شرع الله ذلك، وهذا أقواها؛ لتعلق لام العلة به. ﴿أَنَّ﴾: حرف نصب. ﴿اللهَ﴾: اسمها، وجملة ﴿يَعْلَمُ﴾ خبرها، وجملة ﴿أَنَّ﴾ وما في حيزها في تأويل مصدر منصوب على المفعولية لتعلموا؛ لأن علم هنا بمعنى: عرف يتعدى لمفعول واحد تقديره: لتعلموا علم الله ما في السموات وما في الأرض. ﴿مَا﴾: موصولة أو موصوفة في محل النصب مفعول ﴿يَعْلَمُ﴾. ﴿في السَّمَاوَاتِ﴾: جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة لـ ﴿مَا﴾ أو صفة لها. ﴿وَمَا في الْأَرْضِ﴾: معطوف على ﴿مَا في السَّمَاوَاتِ﴾. ﴿وَأَنَّ اللهَ﴾: ناصب واسمه. ﴿بِكُلِّ شَيْءٍ﴾: جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بـ ﴿عَلِيمٌ﴾. ﴿عَلِيمٌ﴾: خبر أن مرفوع، وجملة أن في تأويل مصدر معطوف على مصدر منسبك من أنَّ الأولى تقديره: ذلك لتعلموا علم الله ما في السموات، وما في الأرض، وعلمه بكل شيء.
﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٩٨)﴾.
﴿اعْلَمُوا﴾: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة. ﴿أَنَّ اللهَ﴾: ناصب واسمه. ﴿شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾: خبر ﴿أَنّ﴾، ومضاف إليه وجملة ﴿أَنّ﴾ في تأويل مصدر منصوب على المفعولية لـ ﴿اعْلَمُوا﴾ تقديره: اعلموا كون الله شديد العقاب، وجملة قوله: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ في تأويل مصدر معطوف على مصدر منسبك من جملة ﴿أَنَّ﴾ الأولى تقديره: اعلموا كون الله شديد العقاب، وكونه غفورًا رحيمًا.
﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (٩٩)﴾.
﴿مَا﴾: نافية. ﴿عَلَى الرَّسُولِ﴾: جار ومجرور خبر مقدم. ﴿إِلَّا﴾: أداة استثناء مفرغ. ﴿الْبَلَاغُ﴾: مبتدأ مؤخر، والجملة مستأنفة. وفي "الفتوحات": وفي رفعه وجهان:
أحدهما: أنه فاعل بالجار قبله لاعتماده على النفي؛ أي: ما استقر على الرسول الله البلاغ.