ناقص واوي، اتصل به نون التوكيد الثقيلة؛ أي: ليعاملنكم معاملة المختبر الذي يريد أن يعلم الشيء، وإن كان علام الغيوب، والمراد بالصيد هنا: المأكول البري الوحشي، وإلا فالصيد يطلق على المأكول وعلى غير المأكول، قال الشاعر:

صَيْدُ الْمُلُوْكِ أَرَانِبٌ وَثَعَالِبُ وَإِذَا رَكِبْتُ فَصَيْدِيَ الأَبْطَالُ
والصيد في الأصل؛ مصدر صاد يصيد صيدًا من باب باع، وهو ها هنا بمعنى اسم المفعول؛ أي: المصيد، وسمي صيدًا ومصيدًا لمآله إلى ذلك، وتوافر الدواعي إلى صيده، فكأنه لما أعد للصيد.. صار كأنه مصيد ﴿بِالْغَيْبِ﴾: وهو مصدر في موضع فاعل، ذكره أبو البقاء.
﴿وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾: جمع حرام، يطلق على الذكر والأنثى، يقال: هو رجل حرام وامرأة حرام؛ أي: محرمة بحج أو عمرة، ويقع أيضًا على المحرم وإن كان في الحل، وعلى من في الحرم وإن كان حلالًا، وهما سيان في النهي عن قتل الصيد. ﴿مِنَ النَّعَم﴾: والنعم: اسم جنس يجمع على أنعام، وهي في العرف الإبل والبقر والغنم ﴿أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ﴾: العدل بالفتح (١): المعادل للشيء والمساوي له مما يدرك بالعقل، وبالكسر: المساوي له مما يدرك بالحس ﴿لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ﴾: والوبال في اللغة (٢): الشيء الثقيل الذي يخاف ضرره، يقال: مرعى وبيل إذا كان فيه وخامة، وإنما سمى الله ذلك وبالًا؛ لأن إخراج الجزاء ثقيل على النفس لما فيه من تنقيص المال وثقل الصوم على النفس كما مر. وفي "السمين": وقال الراغب: الوابل المطر الثقيل القطر، ولمراعاة الثقل قيل للأمر الذي يخاف ضرره وبال، قال تعالى: ﴿لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِمْ﴾، ويقال: طعام وبيل، وكلأ وبيل يخاف وباله قال تعالى: ﴿فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا﴾. وقال غيره: والوبال في اللغة: ثقل الشيء في المكروه، يقال: مرعى وبيل إذا كان يستوخم، وماء وبيل إذا كان لا يستمرأ، واستوبلتُ الأرضَ؛ كرهتها خوفًا من وبالها.
(١) المراغي.
(٢) الفتوحات.


الصفحة التالية
Icon