البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: التكرار في قوله: ﴿إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ﴾، وفي قوله: ﴿الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ﴾، وفي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، وفي قوله: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾، وفي قوله: ﴿آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾، وفي قوله: ﴿إِذَا مَا اتَّقَوْا﴾ و ﴿اتَّقَوْا﴾.
ومنها: جمع (١) مؤكدات كثيرة في تحريم الخمر: منها: تصدير الجملة بـ ﴿إنما﴾، ومنها: أنه قرنهما بعبادة الأصنام، ومنها: أنه جعلهما رجسًا كما قال: ﴿فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ﴾. ومنها: أنه جعلهما من عمل الشيطان، والشيطان لا يأتي منه إلا الشر البحت. ومنها: أنه أمر بالاجتناب. ومنها: أنه جعل الاجتناب من الفلاح، وإذا كان الاجتناب فلاحًا.. كان الارتكاب خيبة ومحقةً. ومنها: أنه ذكر ما ينتج منهما من الوبال وهو وقوع التعادي والتباغض بين أصحاب الخمر والميسر، وما يؤديان إليه من الصد عن ذكر الله، وعن مراعاة أوقات الصلوات.
ومنها: الاستفهام الذي أريد به الأمر في قوله: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾؛ لأن الاستفهام عقب ذكر هذه المعايب أبلغ من الأمر بتركها، كأنه قيل: قد بينت لكم المعايب، فهل تنتهون عنها مع هذا، أم أنتم مقيمون عليها كأنكم لم توعظوا؟
ومنها: عطف الخاص على العام في عطف ﴿وَالْقَلَائِدَ﴾ على ﴿الْهَدْيَ﴾ لإفادة أن الثواب فيها أكثر، وبهاء الحج بها أظهر.
ومنها: الطباق بين ﴿الْخَبِيثُ﴾ و ﴿الطَّيِّبُ﴾.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله: ﴿وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، وفي قوله: ﴿فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾، وهما من المحسنات البديعية.
ومنها: التعميم بعد التخصيص في قوله: {أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي