والعائد محذوف؛ أي: فيه. ﴿قُلِ﴾ لهم يا محمد ﴿انْتَظِرُوا﴾ أيها المعاندون ما تتوقعون إتيانه ووقوعه بنا من اختفاء أمر الإسلام، أو انتظروا ما وعدتم به من مجيء إحدى هذه الآيات ﴿إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾ معكم وعد ربنا لنا ووعيده لكم، أو منتظرون ما أوعدكم ربكم من العذاب يوم القيامة، وقيل المعنى: قل لهم يا محمد انتظروا هلاكي إنا منتظرون هلاككم، ونحو الآية قوله: ﴿فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (١٠٢)﴾ وقال ابن كثير: هذا تهديد شديد للكافرين، ووعيد أكيد لمن سوف بإيمانه وتوبته إلى وقت لا ينفعه ذلك، وهو كقوله: ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ (١٢١) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٢٢)﴾.
فصل في ذكر الأحاديث المناسبة للآية
قوله: ﴿أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ قال جمهور المفسرين (١): هو طلوع الشمس من مغربها، ويدل على ذلك ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض». أخرجه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي ﷺ في قوله: ﴿أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ﴾ قال: «طلوع الشمس من مغربها». أخرجه الترمذي، وقال: حديث غريب.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها.. تاب الله عليه». أخرجه مسلم.
وعن صفوان بن غسان المرادي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «باب من قبل المغرب، مسيرة عرضه - أو قال: يسير الراكب في عرضه - أربعين أو سبعين سنة، خلقه الله تعالى يوم خلق السموات والأرض مفتوحا للتوبة، لا يغلق حتى