والخلاصة (١): أنه أنزل إليك الكتاب لتنذر به قومك وسائر الناس، وتذكر به أهل الإيمان ذكرى نافعة مؤثرة.
٣ - قل يا محمد لهؤلاء المشركين، أو للناس كافة: ﴿اتَّبِعُوا﴾ أيها الناس ﴿ما أُنْزِلَ﴾؛ أي: الوحي الذي أنزل ﴿إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ الذي فيه الهدى والنور والبيان بامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ وهو القرآن وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ أي: قل لهم أيها الرسول: اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وخالقكم ومدبر أموركم، فهو وحده الذي له الحق في شرع الدين لكم، وفرض العبادات عليكم، وتحليل ما ينفعكم، وتحريم ما يضركم؛ إذ هو العليم بما فيه الفائدة أو الضر لكم ﴿وَلا تَتَّبِعُوا﴾؛ أي: ولا تتخذوا ﴿مِنْ دُونِهِ﴾ تعالى؛ أي: غيره ﴿أَوْلِياءَ﴾ تولونهم أموركم وتطيعونهم فيما يشرعونه لكم من الشياطين والكهان، والرهبان والأحبار، وقال «الخازن»: ولا تتخذوا (٢) الذين يدعونكم إلى الكفر والشرك أولياء، فتتبعوهم، والمعنى: ولا تتولوا من دونه شياطين الإنس والجن، فيأمروكم بعبادة الأصنام، واتباع البدع والأهواء الفاسدة، انتهى. وفي «البيضاوي»: وقيل: الضمير في ﴿مِنْ دُونِهِ﴾ لما أنزل؛ أي: ﴿وَلا تَتَّبِعُوا﴾ من دون دين الله دين أولياء انتهى.
والمعنى: أي ولا تتخذوا من أنفسكم، ولا من الشياطين الذين يوسوسون لكم أولياء تولونهم أموركم، وتطيعونهم فيما يرومون منكم من ضلال التقاليد، والابتداع في الدين، فيضعوا لكم أحكام الحرام والحلال زاعمين أنهم منكم، فيجب عليكم تقليدهم، ولا أولياء ينجونكم من الجزاء على ذنوبكم، وتقصدونهم في جلب النفع لكم، أو رفع الضر عنكم زاعمين أنهم يقربونكم إلى الله زلفى، أو يشفعون لكم عنده في الآخرة.
والخلاصة: أن الله وحده هو الذي يتولى أمر العباد بالتدبير والخلق والتشريع، وله وحده الخلق والأمر، وبيده النفع والضر. وقرأ الجحدري: ﴿ابتغوا ما أنزل إليكم﴾ من الابتغاء. وقرأ مجاهد ومالك بن دينار: {ولا
(٢) الخازن.